رغم المساعي الواضحة لإنهاء الانقسام الفلسطينيّ إلّا أنّ بعض الفصائل الفلسطينيّة لم تحسم بعد رأيها في هذه القضيّة، حيث يتساءل بعض المراقبين ما إذا كان الشقّ الداعم للمصالحة في حركة حماس أقوى من الشقّ المعارض لها.
بقلم نجلاء أيت كريم
عقدت الفصائل الفلسطينيّة اجتماعًا في القاهرة استمرّ ليوميْن ابتداءً من 8 فبراير/شباط، وقد تطرّقت الفصائل في هذا اللقاء إلى مُجموع القضايا التي تخصّ القضيّة الفلسطينيّة في الظرف الراهن، وعلى رأسها الانتخابات المقبلة ومشروع المصالحة الوطنيّة.
وقد علّق بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي على اختيار يحيى السّنوار ممثّلا لوفد حماس بدل صالح العاروري، ممثّل حركته في محادثات المصالحة وفي لقاءاتها الرسميّة منذ الإعلان عن مشروع المصالحة.
واعتبر البعض أنّ تعيين السّنوار رئيسا لوفد حماس في القاهرة هو اختيار غير موفّق، إذ عُرف السّنوار طيلة الأشهر الماضية بمعارضته غير المباشرة والصريحة للتقارب الحاصل بين حركة فتح وحركة حماس. وقد فهم البعض أنّ اختيار السّنوار قد يعكس رغبة القيادة المركزيّة داخل حماس في عدم إنجاح لقاء القاهرة.
هذا وعلّق قياديّ حمساويّ على اختيار السنوار بدل العاروري، وأكّد حقيقة أنّ العاروري هو أبرز الداعمين للمصالحة في الحركة، مقابل السّنوار الذي لم يكن متحمّسا منذ البداية لهذا المشروع، وأضاف أنّه لو كانت هناك نيّة حقيقية من القيادة المركزية للحركة في إنجاح محادثات المصالحة لاختارت العاروري لتمثيلها في القاهرة.
وفي نهاية اللقاء أصدرت الفصائل الفلسطينيّة بيانًا ختاميّا للحوار الوطني في القاهرة، وقد أعلنت في هذا البيان التزامها التامّ بالجدولة الزمنيّة المحدّدة في المرسوم الرئاسيّ آنفًا، سواء في الانتخابات التشريعيّة أو الرئاسيّة مع التعهّد بقبول النتائج.
وقد نصّ البيان أيضًا على أهميّة تعزيز الحريّات العامّة وإتاحة مناخ من الحريّة السياسيّة بكفالة من القانون، ويأتي ذلك في خطوات نحو تعزيز الديموقراطيّة التشاركيّة في البلاد والقائمة على مبدأ التعدّدية السياسيّة وعلويّة القانون.
كما أكّد البيان على أولويّة إفراج المعتقلين السياسيّين، سواء في الضفّة الغربيّة أو في قطاع غزّة، مع الالتزام بالتوقف عن ملاحقة نشطاء من التيّارات المناوئة. إلّا أنّه ورغم ما ورد في البيان فإنّ مصادر تشير إلى استمرار الملاحقات الأمنيّة في الضفّة الغربيّة، أسفرت مؤخّرًا عن اعتقال قياديّ بارز في حركة حماس.
رغم المساعي الواضحة لإنهاء الانقسام الفلسطينيّ إلّا أنّ بعض الفصائل الفلسطينيّة لم تحسم بعد رأيها في هذه القضيّة، حيث يتساءل بعض المراقبين ما إذا كان الشقّ الداعم للمصالحة في حركة حماس أقوى من الشقّ المعارض لها.
شارك رأيك