تسعى حركة التحرير الفلسطيني فتح في الوقت الحاليّ إلى إنجاح الاستحقاق الانتخابيّ القادم، حيث تُشير مصادر إعلاميّة مقربة من قياديّي فتح أنّ الحركة تبذل قصارى جهدها لمنع انقسامها إلى قوائم عدّة في الانتخابات القادمة، لما من شأنه إضعاف حظوظ الحركة في الفوز في الانتخابات المقبلة. ومن بين الملفات المطروحة على طاولة النقاش، إمكانيّة المشاركة في قوائم مشتركة مع القياديّ المفصول عن حركة فتح، محمد دحلان.
بقلم نجلاء أيت كريم
جدير بالذكر أنّ دحلان شخصيّة سياسيّة جدليّة معروفة بعلاقاتها الواسعة وأموالها الممتدّة. كما وتلاحق هذا السياسيّ تهم بالفساد والتآمر على أمن الدّولة، ومن بين أبرز التهم التي تلاحق دحلان تهمة اختلاس 16 مليون دولار، إضافة إلى اتهامات بضلوعه في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، ويتخذ دحلان الإمارات مقرّا له ويعتبره الكثيرون ذراع الإمارات في فلسطين.
هذا وقد أفادت الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة مؤخّرًا رصد تحويلات ماليّة كبرى في الضفّة الغربيّة جزء كبير منها تابع لأنصار دحلان في المنطقة. وقد أعلن مسؤولون أمنيون نافذون عن وجود حملة اعتقالات واسعة في الآونة الأخيرة لعديد الأفراد، لوجود اشتباه في جرائم غسل أموال ورشوة متعلّقة بالانتخابات القادمة.
وقد ناقش مختصّون في القضيّة الفلسطينيّة مؤخرا مدى تأثير مشاركة شقّ دحلان في الانتخابات القادمة على حظوظ فتح في الفوز، وتباينت الآراء بين من يعتقد أنّ مشاركة تيار القيادي المفصول عن فتح لن يؤثر على حظوظ فتح في الفوز وبين من يرى أنّ شعبيّة دحلان في تزايد مستمرّ، ما قد يهدّد احتماليّة نيْل الحركة المركز الأول في الانتخابات القادمة.
جدير بالذكر أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس قد أصدر في الـ15 من كانون الثاني/يناير مرسوما رئاسيّا أورد فيه تفاصيل المرحلة الانتخابيّة القادمة والتي ستكون
على خطوات ثلاثة: تشريعيّة ورئاسية، تليها انتخابات المجلس الوطني، لتكون أوّل انتخابات فلسطينيّة عامّة منذ 15 عامًا.
لا يزال من المبكّر الجزم بمآل التحالفات السياسيّة الفلسطينيّة، إذ تعيش الساحة حالة من الضبابيّة تجعل كلّ الاحتمالات ممكنة، حتى المستبعد منها، كدخول منظمة فتح و حركة حماس في قوائم انتخابيّة مشتركة.
شارك رأيك