بعد استضافتها لنادي البحر المتوسًط Club Med، ستنزل تونس قريبا ضيفة عند نادي باريس سيًء الذكر الذي سيلعب دورا مشابها للجنة الدولية الماليًة لتسيير الديون التونسية التي بعثت سنة 1869 و مهًدت الطريق للاستعمار الفرنسي بعد فترة لم تتجاوز إثنى عشرة سنة.
بقلم إلياس القصري *
تخفيض تصنيف تونس السيادي للمرًة الثامنة منذ ثورة الحرية و الكرامة عام 2011 والذي أعلنت عنه مؤسسة الترقيم الأمريكية موديز أول أمس الثلاثاء 23 فيفري 2021 سيجعل الاقتراض الاجنبي مكلفا جدًا.
انسداد الأفق و العبث السياسي و الاقتصادي المتواصل بدون هوادة يرجًح تخفيضا إضافيًا في الأشهر القادمة و سيحرم تونس من فرص التداين الخارجي لتعبئة موارد الميزانية و تسديد ديونها الخارجيًة.
بعد استضافتها لنادي البحر المتوسًط Club Med، ستنزل تونس ضيفة عند نادي باريس سيًء الذكر الذي سيلعب دورا مشابها للجنة الدولية الماليًة لتسيير الديون التونسية التي بعثت سنة 1869 و مهًدت الطريق للاستعمار الفرنسي بعد فترة لم تتجاوز إثنى عشرة سنة.
بفضل الطبقة السياسية لما بعد ثورة 2011 ينعم الشعب التونسي بحرية الجوع والبطالة وفقدان سيادته للقوى الخارجيًة و الدائنة. “طارت السكرة و قريب يحضروا المداينيًة و اللي عندو جواز سفر ثاني يحمد ربي على نعمتو” و البقية سيكتب لهم الخصاصة و الذلً و الهوان لمدًة سوف لن تقلً عن عشرة سنوات في أحسن الحالات.
هل من استفاقة جماعية و إمكانية تصحيح المسار لإنقاذ البلاد و العباد أم سيتواصل العبث المشترك بين كل مكونات الشعب التونسي بأنانية و عقليًة التواكل و “رزق البيليك” و انعدام مفهوم المصلحة الوطنية؟
* سفير سابق بألمانيا.
شارك رأيك