نظمت الجمعية التونسية لمساندة الأقليات بالشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور تحت عنوان “التربية والتعليم في خدمة التعايش السلمي ” وقد جمع الملتقى السيد رياض بوبكر المدير العام للبرامج والتكوين بوزارة التربية و مجموعة من الخبراء المختصين في علم الإجتماع و مناضلين من أجل تحقيق منظومة تعليمية حريصة على إحترام حقوق الإنسان و كرامته .فقد شارك في الملتقى كل من السيد عبد الباسط بلحسن مدير المعهد العربي لحقوق الإنسان و الد.محمد الجويلي مختص في علم الإجتماع و الد.آمنة الجبلاوي جامعية وباحثة في معهد تونس للسياسة والاستاذة بشرى بن حميدة ناشطة نسوية ورئيسة لجنة الحقوق والحريات وبرلمانية سابقا والسيد محمد بن موسى جامعي وناشط في المجتمع المدني والسيد صلاح الدين الجورشي إعلامي و محلل سياسي.
و قد افتتحت الدكتورة يمينة ثابت رئيسة الجمعية التونسية لمساندة الأقليات الندوة بكلمة ركزت فيها على أن أقوى سلاح لمواجهة العنف والتمييز هو التعليم لذا عملت الجمعية منذ تأسيسها على التواصل مع المؤسسات الرسمية ومنها وزارة التربية قصد مراجعة بعض المناهج وإدماج دروس تخص جانبا هاما من تاريخ تونس متعدد الأديان والانتماءات.على إثرها كانت كلمة الد ديكس هولقر رئيس مؤسسة كونراد أديناور الذي تعرض لعمل المؤسسة مع عديد المؤسسات الرسمية بتونس منها وزارة التربية و بعض الجمعيات التي تعمل في مجال حقوق الإنسان خاصة حق الإختلاف .و قد ذكر في مداخلتها على أنه وجب التساؤل أولا عن أي نوع من التلميذ نريد وأي ثقافة نود تقديمها له لنشرع في إصلاح تربوي مبني على أسس صحيحة السيد المدير العام بوزارة التربية السيد رياض بوبكر عبر على أن المقترحات الواردة من الجمعية و غيرها ليست غريبة على الوزارة ولا على المنظومة التربوية ككل و تعميقها يتطلب إصلاحا معمقا لكل المفاهيم التربوية مع الإصلاح التربوي الذي سنقوم به .مداخلة السيد ع الباسط بلحسن ركز على عمل المعهد وما وفره لبعض الأحياء الشعبية ليدرك أن الإهتمام بالطفل وتقديم البرامج الثقافية له وتكلف بإدارتها يجعل منه تلميذا مسؤولا مقبلا على المدرسة مما يقلص عدد المنقطعين عن التعليم الذي ارتفع في السنوات الأخيرة كما عرج على البرامج والنصوص التي قام بها المعهد مع وزارة التربية في انتظار تطبيقها . مداخلة الد. محمد الجويلي عالم الإجتماع فقد تركزت خاصة على أهمية إرساء مناخ للحوار وتقبل الاختلاف في مفهوم
التعايش في علم الإجتماع هو كيف تعيش بسلام و بتفاهم مع من يحيطون بك في المدرسة في الحياة العامة رغم الإختلاف بين الأقليات , بين الأديان ببناء التفاهمات بين المختلفين لنصل إلى مجتمع سلمي بدون حروب بدون عنف بفضله يكون الفرد فيها أكثر إبداعا .تمحورت مداخلة الد آمنة الجبلاوي خاصة على التعايش بين مختلف الأديان كما ركزت على تناقضات فصول الدستور من فصل يسمح لك بحقك في حرية إختيار ديانتك وممارسة شعائرها إلى فصل يحرم الغير المسلم للترشح لرئاسة الجمهورية .الأستاذة بشرى بلحاج حميدة تعرضت للمنظومة التربية التمييزية خاصة في ما يتعلق بالأطفال المختلفين المتوحدين ولما لا يقع إدماجهم وتخصيص مربين مختصين لفهم هؤلاء وعدم إقصائهم .مداخلة السيد صلاح الدين الجورشي الإعلامي والمحلل السياسي فقد دارت حول تجارب شخصية عاشها و عاينها في حيه من عنصرية و رفض للآخر وذكر العديد من الصفات للرسول كانت تعبر عن تعايش سلمي فعلي وحقيقي مع المسيحيين واليهود .كما دعى لتفهم بعض الأئمة الذين هم لا يحملون شهائد عليا وآختصتصا يخول لهم صياغة خطاب ثري يرتكز على التعايش لذا تكوين الأئمة شئ مهم ويحسن العلاقة بين المختلفين دينيا.
أما السيد محمد بن موسى فقد تمحورت مداخلته لما للتمييز و رفض للآخر المختلف عن المجموعة من تأثير في نفسيته وأحيانا تهديدا لحياته وذكر مثالا لذلك على أن البشرية كأوراق أغصان الشجرة تعيش على جذع واحد فالبشر تجمعهم الإنسانية وتوحدهم ,أدار النقاش الإعلامي والمنشط الإذاعي السيد حاتم بوريال الذي قام في نفس الوقت بتلخيص و ترجمة كل المداخلات إلى الفرنسية حتى يتمكن الفرنكوفونيين من كانوا بالقاعة من المتابعةحوار شيق و أسئلة وملاحظات مهمة قدمها الحاضرون بالقاعة للمحاضرين وقد ركز العديد منهم على أهمية تكوين المدرسين وتكوين الإئمة خاصة لأن الخطاب الذي يبعث من بعض خطباء الجمعة لا يشرف الدين الإسلامي فكله دعوة للكراهية وتكفير لمن هم من غير المسلمين .
شارك رأيك