في إطار مجابهة تزايد الاحتياجات الغذائية مقابل التقلّص المتواصل في مستويات المواد العضوية بالتربة وانخفاض خصوبتها الفيزيائية والكميائية، نظّم اليوم الخميس 18 مارس 2021 ديوان الحبوب، تحت إشراف السيّد وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصيد البحري، يوما اِعلاميا بالمعهد العربي لرؤساء المؤسّسات، حول تثمين مادّة الغبرة المتأتّية من الحبوب المتداولة بخزاناتها المجهّزة بأنظمة لشفط غبرة الحبوب، وعرض نتائج تجارب تثمين غبرة الحبوب في مجال انتاج الكومبوست.
وقد تمّ افتتاح أشغال هذا اليوم من قبل رئيسة ديوان السيّد وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري، السيّدة سلوى الخياري، وبحضور الرّئيس المدير العام لديوان الحبوب السيّد بشير الكثيري وممثل عن مركز تونس الدّولي لتكنولوجيا البيئة والسيد رئيس النقابة التونسية للفلاحين وثلّة من إطارات الوزارة.
وفي كلمة الافتتاح أفادت السيّدة سلوى الخياري أنّ استنزاف الموارد الطبيعية وخاصة التربة من خلال التكثيف الذي شهدته مختلف الزراعات والأنشطة الفلاحية ببلادنا منذ الاستقلال لمجابهة تزايد الاحتياجات الغذائية تسبّب في التقلّص المتواصل في مستويات المواد العضوية بالتربة وانخفاض خصوبتها الفيزيائية والكيميائية ممّا يجعل أغلب الأراضي الفلاحيّة وخاصّة المعتمدة في الزراعات الكبرى والسنويّة شديدة التأثّر بانحباس الأمطار لضعف قدرتها على الاحتفاظ بمخزون المياه.
كما أضافت أنّ تدهور الأراضي الفلاحية ليس أمرا حتميا ويمكن مجابهته بالحدّ من الانخفاض في مستويات المواد العضويّة من خلال التّسميد العضوي الذّي يعزّز خصوبة الأرض، وبيّنت أنّه في هذا الإطار يعمل ديوان الحبوب بالتّعاون مع مركز تونس الدّولي لتكنولوجيا البيئة على تثمين مادّة الغبرة المتأتّية من الحبوب في مجال انتاج الكومبوست.
من جهته بينّ السيّد بشير الكثيري أنّ التّجارب المنجزة من قبل الخبراء لتثمين فواضل تداول وخزن الحبوب والمتكوّنة أساسا من غبرة الحبوب في مجال انتاج الكومبوست، في اطار اتّفاقيّة التّعاون المبرمة منذ سنة 2020 بين ديوان الحبوب ومركز تونس الدّولي لتكنولوجيا البيئة ستمكّن جميع المتدخّلين من تحقيق أهدافهم سواء بالنّسبة لديوان الحبوب الذي سينجح في التخلّص من غبرة الحبوب دون التعقيدات الإداريّة والمصاريف النّاجمة عن الاتلاف بالمصبات المراقبة أو بالنسبة لمركز CITET الذي ساهم من خلال التجارب التي قام بها في تثمين فواضل ضخمة وهيكليّة، كما سيتحصل مهنيو الكومبوست على مادّة أوّلية غنية بالمواد العضويّة ستساهم حتما في تطوير منتوجهم خاصّة على المستوى النوعي.
أنّ التقديرات الأولية لكميات الأغبرة السنويّة ستكون في حدود 10 آلاف قنطار وهي قابلة للارتفاع في صورة الاستثمار في تجهيزات شفط الأغبرة بالخزانات.
وتضمّن اليوم الاعلامي عرض التّجارب المنجزة من قبل الخبراء لتثمين فواضل تداول وخزن الحبوب والمتكوّنة أساسا من غبرة الحبوب في مجال إنتاج الكومبوست، تقديم تقنيات انتاج الكومبوست واستعمالاته في الضيعات الفلاحيّة، مداخلة حول التّصرّف في أغبرة الحبوب المتداولة بخزانات ديوان الحبوب، البحث في الاجراءات العمليّة مع مهنيي انتاج الكومبوست لتفعيل ما تمّ التوصّل إليه على مستوى التجارب.
شارك رأيك