تواصل وسائل الإعلام الفلسطينيّة تغطية الجدل الذي أحدثه إقالة القياديّ البارز بحركة فتح، ناصر القدوة، وقد انقسم المتابعون للشأن العامّ الفلسطينيّ إلى ثلاثة آراء، الأوّل يرحّب بهذا القرار نظرًا لتجاوز القدوة للنظام الداخلي لفتح، والثاني منتقد لهذا القرار الذي من شأنه أن يضرب الاستقرار الداخلي لحركة فتح، وأمّا الرأي الثالث فلم يبد اهتمامًا كبيرًا بما يحصل داخل فتح بقدر اهتمامه بطريقة استغلال هذا الموقف لتحقيق مكاسب سياسيّة انتخابيّة بالأساس.
بقلم نجلاء أيت كريم
وقد تحدّث بعض المحلّلين والنشطاء عن احتماليّة تحالف كلّ من محمد دحلان، القياديّ المفصول عن حركة فتح، مروان البرغوثي، الأسير الفلسطيني الوطني، سلام الفياض، رئيس الوزراء السابق، مع حركة حماس في إطار الانتخابات الفلسطينيّة المقبلة. وفي حين يستبعد البعض هذا الاحتمال نظرًا للاختلاف الكبير في التوجّهات والرؤى السياسيّة بين هذه الأطراف إلّا أنّ آخرين ينظرون للمسألة من زاوية أخرى وهي زاوية المشترك بين هذه الجهات: الإطاحة بفتح وبرئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس.
وعلى هذا الأساس وجّه مسؤولون بارزون بالضفة الغربيّة دعوات إلى الرئيس الفلسطيني أبو مازن بمراجعة الوضع الذي تمرّ به فتح واتخاذ قرارات حاسمة بهذا الصّدد. وحسب مصادر من رام الله فإنّ بعض المسؤولين يروْن أنّ الخيار الأمثل في الظروف الحاليّة هو تأجيل الانتخابات إلى أجل مسمّى، لأنّ هذا من شأنه منح فتح فرصة لتدارك الوضع وتوحيد صفوفها الداخليّة قبل أن تستغلّ حماس الاضطرابات الداخلية لفتح وتستخدمها لصالحها، فهل تثوب فتح إلى رشدها وتنهي حالة الاضطراب الداخلي الذي تعيشه أم أنّ الأوضاع خرجت عن السّيطرة ؟
شارك رأيك