ما ورد في الكتاب الأخير لمحمد الناصر (87 سنة)، رئيس الجمهورية المؤقت (على اثر وفاة الباجي قائد السبسي في جويلية 2019) Deux Républiques, une Tunisie، الصادر عن ليدرز Leaders ، و الذي تزامن صدوره مع الوعكة الصحية التي تعرض لها استوجبت نقله الاسبوع الماضي للمصحة، فاجأ التونسيين و خاصة من وقع اقحام اسمائهم. و بعد تفاعل ليلى أولاد علي، زميلتها النائبة السابقة هالة عمران هي الأخرى تتوجه برسالة مفتوحة نشرتها على صفحات التواصل الاجتماعي، جاء فيها ما يلي:
“سي محمد الناصر … سيد الرئيس كما يحلو لنا مناداتك في العلن … “بونا الناس الكل” كما نخاطبك في ما بيننا، سي محمد الناصر انت تعلم جيدا اني اكن لك شديد الاحترام والتقدير و أعتز كثيرا بانني كنت عضو مجلس نواب شعب لفتره كنت فيها انت رئيسا له، كنت رئيسا جامعا، محايدا و خاصة حكيما كانت لك القدرة الخارقة في تسيير أكثر الجلسات توترا، تعلمت منك الكثير تعلمت برود الأعصاب و عدم ردة الفعل، تعلمت القدرة على الانصات و القراءة بين السطور تعلمت أن الصمت احيانا ابلغ من الكلامات و ها أنا أتعلم اليوم ان لا نصدق كل ما كتب في مجلدات التاريخ وأن لا نأخذ ما يرد في المذكرات الخاصة مسلمين و ان نتمحص في ما خلف السطور و ما بين الكلمات!
انت الذي كنت تحرص شديد الحرص على أن تكون على نفس المسافة بين ابنائك المتناحرين و ان تسعى بكل جهد لصدع الشقوق و تقريب وجهات النظر فلا انسى ذلك اليوم الذي جمعتنا من حولك و نظرت فينا نظرة الأب الحازم الذي خانه حنان الأبوة ليذرف دموع الاسف على ما وصلوا اليه من تشرذم و تناحر و قلت لنا بالحرف “الكلكم اولادي و هذا الكل لازم ياقف و ترجعوا صف واحد و يد وحدة” كان لك فينا الوقع الجلل و سلطة الاب فلا يجرئ أحد أن يعارضك او يرفع صوته في حضرتك!
أتذكر جيدا اصرارك على عدم إقحام نفسك في الجدل الحاصل حينها بخصوص العلاقة المتوترة بين رئيس الجمهورية “سي الباجي” رحمه الله و رئيس الحكومة السيد يوسف الشاهد و كنت ترفض بشدة إقحامك في الموضوع من اي طرف كان رغم الضغط الرهيب الذي سلط عليك حينها من مدمري كتلة نداء تونس و بعض مخططي خراب النداء من خارج البرلمان و كنت دائما محايدا في الظاهر و ساعيا في الكواليس لإصلاح العلاقة و إعادة المياه لمجاريها بين الرئيسين أبناء الدار الواحدة!
اتذكر جيدا الحنكة العالية التي تحليت بها حين توترت العلاقة بينك و بين رئيس الجمهورية “سي الباجي” رحمه الله بسبب نفس المخربين و الذين امتهنوا الفتنة بين أبناء العائلة الواحدة و هدموا أركانها و انت اكبر العارفين بهم و كنت على يقين ان ما بينك و بين سي الباجي أكبر منهم بكثير! كل ذلك يجعلني استغرب اليوم أن تحيد عن نهجك الذي عهدناك وفيا له و ان تنشر تحليلا شخصيا لواقعة هامة من تاريخ تونس و ان تحكم على نوايا اشخاص هرولوا لمكتبك في لحظة فارقة حاملين دستور البلاد باحثين عن مخرج و لست المدافعة عنهم و لك ان ترى في نواياهم شر كثير لكن ليس لك سيدي الرئيس ان تحكم على مجموعة بأسرها و تتهمها بالخيانة العظمى و بالتخطيط للانقلاب على الدولة خاصة انك تعرف جيدا أغلبية عناصرها!
للاسف سي محمد الناصر دفعتني دفعا ان اعارضك و ان افند على الاقل جزءا هاما مما ذكرت لاني كنت عنصرا من المجموعة التي اتهمت، لم يكن لنا اي تنسيق او تخطيط مسبق و لا حتى النية في التفكير اصلا في ما ذكرت! لم نتلقى اي معلومة بذلك و لا تعليمات للسعي إليه و انت اكثر العارفين بانه لو خالجني مجرد الشك في ذلك لم اكن لارضى لنفسي ابدا ان اكون ضمن هذا المخطط المزعوم و او ان اتستر عليه.
لن استفسر او ابحث عن الأسباب و المسببات لكن سي محمد الناصر ارجوك لا تترك المجال لاي كان و مهما كان ان يمس من مسيرتك. كن كما انت ” بونا الناس الكل”.
ابنتك #هالة_عمران”.
شارك رأيك