الرئيسية » من وحي فوز أنس جابر على المصنفة الرابعة عالميا في ميامي و تأهلها للثمن النهائي، الروائي الهادي يحمد يكتب…

من وحي فوز أنس جابر على المصنفة الرابعة عالميا في ميامي و تأهلها للثمن النهائي، الروائي الهادي يحمد يكتب…

تأهل لاعبة التنس التونسية أنس جابر (المصنفة 30 عالميا)، في الليلة الفاصلة بين الأحد و الإثنين 29 مارس 2021 الى الثمن النهائي بعد فوزها على صوفيا كينين المصنفة الرابعة عالميا في بطولة ميامي المفتوحة، كان له وقع على التونسيين. صفقوا لهذا الحدث

و كتب الروائي و الاعلامي الهادي يحمد صباح اليوم 29 مارس الجاري، عن هذا الحدث الذي أسعد التونسيين، أو بالأحرى عن أنس جابر، الحالة التونسية، و في ما يلي ما نشره على حسابه الخاص بصفحات التواصل الإجتماعي… “ماوراء انتصار أنس جابر البارحة على المصنفة رابع عالميا الامريكية “صوفيا كينين”..

لم يكن مجرد انتصار تونسي رياضي للاعبة تنّس محترفة في البطولات العالمية. من وجهة نظر عربية سمّو لي امرأة واحدة ترقت ونجحت في ميدان رياضة نسوية مثل كرة المضرب (التنس)؟!! ..لن تجدوا وربّما واحدة او اثنتين على الاكثر طوال نصف قرنٍ من تاريخ دول الاستقلال. أنس جابر عندنا في تونس هي احدى نماذج دولة الاستقلال في ميدانها وهي نتيجة مسار طبيعي لنظرة تحرّرية كاملة للمرأة التونسية، نظرة لا ترى في المرأة “عورة” ولا ناقصة لا عقل ولا دين.

بالقطع أنس جابر ابنة مشروع بورقيبي تحرري -بكل نقائصه-ولكنه نجح واليوم يقاوم ويلقى النكران والتشكيك من جهات عدّة وما اكثرها. في هذه النقطة بالذات “التاريخ” يكتبه المؤرخون وليس جمهور الفيسبوك. المفارقة الزمنيةامام انتصار انس جابر البارحة، انه قبلها بأيام مواطنات تونسيات من جيل “انس جابر ” رفعن شارات النصر لاجهاض فصل قانوني يمنح التناصف و بالتالي المساواة الكاملة مع الرجال في تركيبة المحكمة الدستورية! لا ادري كيف تنظر هاته النسوة اللاتي تتقمصن عقيدة “العورة” اليوم لانس جابر بتبانها الوردي وهي ترفع شارة النصر بالراية التونسية على المصنفة رابعة عالميا. لن اشكك في سعادتهن برفع مواطنة تونسية مثلهن لعلم بلادها في بطولة عالمية ولكن من الجدير ان ينظرن في المرآة لما يجمعهن بها!! اعتقد ان الفرق ليس مجرّد لباس فهذا مجرد تفصيل ونتيجة.

. الفرق بالتأكيد هو فكر ونظرة للمرأة وكيانها وحدود دورها اذا كان هناك حدود طبعا. نحن امام نموذجين لدولة الاستقلال، نسخة “اصلية” للمرأة التونسية لا ترى في جسدها عائقا ولا عورة ونسخة هجينة وسأقول”ضحية” كانت نتيجة تصوّر ابوي وذكوري وديني قروسطي لجسد ولعقل المرأة ، لا يراها الا مسيجة وتتكلم من وراء حجاب. من سيقرأ هذه الكلمات سيقول انني “سيست” مجرد انتصار رياضي!.. هو كذلك انتصار رياضي، ولكنه يخفي مشروعا ثقافيا واجتماعيا لمكانة المرأة. لم يكن انتصار انس جابر ليكون لولا نظرة ثقافية لهذه المرأة لنفسها ولجسدها ولقدرتها على الفعل والوجود وتجاوز الاطر والمكبلات الاجتماعية والدينية وغيرها من العوائق التي عمل المشروع التحرري البورقيبي على نقضها في الواقع. مشروع مازال حيّا وبقوة ويتطور مع الاجيال الجديدة المؤمنة بالحياة والحرية. شكرا انس جابر انّك تذكريننا بالمشروع الذي نريد”.

Seen by Zora at 10:38 AM

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.