تدخل السيد وزير الصحة فوزي مهدي في القناة الوطنية الأولى، أول أمس، الثلاثاء 30 مارس 2021، و خاصة عند سؤاله عن التلاقيح و الأولوية فيها، لم يكن مقنعا أبدا، بل كان التفافيا مناورا و هادئا، هدوء الواثق من نفسه كعادته.
بقلم توفيق زعفوري
الفضيحة أشارت إليها منطمة أنا يقظ عندما تحدثت عن تجاوزت أولوية التلاقيح، و قالت المنظمة تلطّفا أن الأمر فيه خلل، و نحن نجزم أن في الأمر فضيحة، فحتى نظام رقمي، يتحايل التونسي عليه و يتجاوزه و يجد فيه الثغرات… و الغريب أن المسؤولين من بعد ذلك يجدون المبرر.
فضيحة أخرى من الأولويات، وردت البارحة في تدوينة للنائب ياسين العياري يتساءل فيها عن مدى أولوية أشخاص لم يتجاوزوا ال25 سنة و لا يعانون من أمراض مزمنة، و لكنهم تلقوا تلقيحا قبل من بستحقونه من آبائنا و أمهاتنا ممن تجاوز ا ال70 سنة، ماذا يمكن أن تقول لهؤلاء عندما تنتفي التلاقيح ؟ ستقول لهم، إن أنت اعترفت، نحن نعتذر لأن اللقاح أخذه إبنكم أو إبنتكم الصغرى أو “انستغراموز” أو “أنفلونسوز”، أي هراء هذا؟
نحن هنا نموت، نموت و يحيوا هم…
بالأمس و في دراسة جديدة تحدثت عن أن 87.5 ٪ من التونسيين يعرفون أن بلادهم ينخرها الفساد، ناهيك عن خسائر تقدر ب 3 مليار دولار سنويا جراء الفساد و أن تونس تتذيل الدول الأوروبية و العربية في مدركات الفساد، كل مؤسسة أو زاوية في تونس فيها فساد أو احتمال أن يضربها فيروس فساد في كل لحظة…
رغم تنامي أعداد المسجلين على منصة وزارة الصحة يبقى دائما التونسي لديه شك في أن يصله التلقيح في الوقت المناسب جراء هاته التجاوزات التي ان وقعت في بلد آخر يحترم نفسه و يُحترم فيه القانون و تراعى فيه الضوابط، فإن الاستقالات أو الإقالات تكون جماعية و ليس فردية حتى يدرك التونسيون أي قيمة لهم في بلدهم، و لكن للأسف، نحن هنا نموت، نموت و يحيوا هم، فلا تقلق نحن في انتظار المخلّص..
شارك رأيك