يشنّ مدرسات التعليم الابتدائي ومدرسوه إضرابا عاما حضوريا كامل يومي 6 و7 أفريل 2021 دفاعا عن مقدرتهم الشرائية التي تشهد تدهورا كبيرا في ظل ارتفاع جنوني للأسعار وسعي السلطة المحموم لتحميل الأجراء تكاليف الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انتهاج منوال تنموي فاشل موغل في الليبيرالية والتبعية.
أيتها الزميلات، أيها الزملاء،
تعتبر الترقيات المهنية أحد المداخل لتحسين أجورنا إلا أن عائدها المالي الحالي ضعيف ولا يدخل أي تغيير على وضعنا المادي لذلك فإن الترفيع المعتبر في القيمة المالية للترقية أصبح أمرا حتميا إضافة إلى ضرورة إيجاد آلية لتنظيم انتقال كل المنتمين للمسار المهني إلى المسار العلمي.
كما تعتبر منحة التكاليف البيداغوجية مكونا أساسيا وهاما من مكونات أجورنا لذلك نعتبر أن مضاعفتها أمر لا غنى عنه.
زميلاتنا، زملاءنا،
إن تصنيف مهنة التدريس بالابتدائي مهنة مرهقة في القانون التونسي دليل على المعاناة وإقرار بمشقة الاضطلاع بها وهو ما يحتم تمتيع كل المدرسات والمدرسين بمنحة مشقة المهنة التي سبق وأن اعترفت الوزارة بمشروعية طلبها في اتفاق ماي 2018 ولم يبقى سوى تحديد قيمتها ومفعول دخولها حيز النفاذ.
وبعد عشريات من العطاء في ظروف بائسة وعند الإحالة على شرف المهنة تتعامل الوزارة مع المعلمات والمعلمين بجفاء كبير ونكران جميل لا مثيل له عوض تكريمهم وتجنيبهم مهانة انتظار جراية تقاعد تتعطل حوالي شهرين قبل صرفها.
إن تمتيع كل من يحال على التقاعد بمنحة نهاية الخدمة، على غرار عديد القطاعات، أمر لم يعد من الممكن السكوت عنه أو تأجيله.
أيتها المدرسات، أيها المدرسون،
إن توصيف مهنتنا بالمرهقة يعود أيضا إلى خصوصيتها إذ على عكس كل قطاعات التربية والتعليم بمختلف مراحله تتطلب مهنتنا تدريس أكثر من لغة ومواد عديدة كما تتطلب إحضار وسائل العمل دون مساعدة من أي كان كما تقتضي التقييمات عشرات الأوراق ومئات التمارين سنويا إعدادا وإصلاحا ثم دعما وعلاجا هذا إضافة إلى العناية الخاصة والمتواصلة بكراسات الأنشطة والقسم… هذه بعض الأسباب التي تشرّع للقطاع مطالبته بسنّ منحة الجهد البيداغوجي.
يا بناة الأجيال،
إن تضحياتنا من أجل تأمين تربية وتعليم جيدين وتنكر الوزارة لهذا العطاء لا يجب أن يمتدّ لبناتنا وأبنائنا الذين يحرم أغلبهم من المنح الجامعية والسكن الجامعي مما يضاعف في معاناة المدرسات والمدرسين لذلك من حقنا أن نطالب بتعميم المنح الجامعية والسكن الجامعي على أبناء وبنات المدرسين.
وتبقى منحة الريف، بقيمتها المالية الحالية ومقاييسها المجحفة، مظلمة لا بد من رفعها عبر مراجعتها لتتوسع دائرة المنتفعين بها وترتفع قيمتها لتليق بمستحقيها.
إن إصرار الهيئة الإدارية والجامعة العامة على تحسين المقدرة الشرائية للمدرسات والمدرسين نستمده من إصراركم على تغيير الأوضاع والدفاع عن الكرامة. معا صفا واحدا يومي 6 و7 أفريل 2021 في إضراب العزة ورفض الضيم.
عاشت نضالات المدرسات والمدرسين.
عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا ومستقلا ومناضلا ومنارة من منارات الديمقراطية الحقة.
عن الجامعة العامة
الكاتب العام نبيل الهواشي
شارك رأيك