بمناسبة خطاب سيادة رئيس الجمهورية من جامع الزيتونة المعمور، مساء أمس الإثنين 12 أفريل 2021، و حديثه عن الفرق الشاسع بين أن تكون مسلما و هو حال غالبية شعبنا الساحقة و بين أن تكون “إسلاميا” تبث الفتنة و تقسم المجتمع من حيث تدري أو لا تدري، يكون الأستاذ قيس سعيد قد وضع أصبعه على داء لطالما نبهنا منه و لطالما حذرنا من عواقبه الوخيمة على الفرد و المجتمع على حد السواء، إنه داء التجارة بالدين لأغراض سياسية أو اقتصادية مصلحية نفعية لا علاقة لها بنص الدين و لا بروحه و جوهره و مقاصده.
بقلم مرتجى محجوب
الكتابات و المقالات في هذا المجال بعدد شعر الرأس، لكننا نذكر فقط كل عقل رشيد غير مدمغج و لا دغمائي أنه لا يجوز إطلاق صفة إسلامي إلا على ما كان خالصا و مستمدا كليا من الاسلام، مثل الزكاة أو الصلاة أو بعض الأحكام كالميراث أو العقوبات… أما أن يلصق البعض صفة إسلامي بالسياسة التي دعانا فيها الله للشورى من دون تفصيل أو بالاقتصاد الذي دعانا فيه الله لتجنب الربا من دون تحريم لملكية وسائل الإنتاج جماعية كانت أم فردية أو ببنوك لم يذكرها الله في كتابه العزيز و لا رسوله الكريم … فذلك عين الافتراء على الدين و تحميله ما لا طاقة له به و لا تقييد أو سلطان.
نكررها مرة أخرى و لعل في الإعادة إفادة : لا سياسة و لا اقتصاد في الإسلام بل أحكام عامة و خطوط حمراء إن التزمت بها تكون ضمن الإطار الشرعي و أن تجاوزتها خرجت منه، إطار شرعي حدده الدستور و جعله عامل وحدة و اشتراك بين جميع التونسيين و التونسيات، فلا تجعلوه أيها “الإسلاميون” عامل فتنة و فرقة و انقسام.
كما نذكر كذلك أن الدراسة و التمكن من العلوم و خصوصا السياسية و الاقتصادية الحديثة، لهما شرطان أساسيان لإدراك و فهم معاني الإسلام في علاقته بالسياسة و الاقتصاد في القرن الواحد و العشرين. أما الشيوخ التقليديين مع احترامي لهم و الذين لم يسعوا لتطوير معارفهم من خارج النصوص الدينية، فقد تجاوزهم الواقع و التاريخ و الجغرافيا و أدعوهم للحذر شديد الحذر حتى لا يكونوا عامل نزاعات و خصومات قد لا تنتهي …
صدقت سيادة الرئيس، فنحن مسلمون و لن نكون أبدا “اسلاميين”.
شارك رأيك