أمس الأربعاء 14 أفريل 2021، صدر الكتاب الجديد للعقيد محسن بن عيسى الضابط المتقاعد من سلك الحرس الوطني وهو بعنوان “الحرس الوطني الذاكرة والتاريخ 1956-2011″، لدى مجموعة الأطرش للكتاب المختص. وهو الكتاب السادس من تأليفه بعد التقاعد العادي سنة 2007.
هذا الكتاب هو محاولة لجمع موروث الحرس الوطني واستعادة ما تشظّى من ماضيه أحداثا وشخصيات، بحسب ما قدر المؤلف على استحضاره من التاريخ. ولقد ارتأى من الأنسب استدعاء الذاكرة فيه لحفظ الخبرات السابقة.
تكمن أهمية هذا الكتاب أيضا في كونه يُلقي الضوء على حقبة زمنية مُهمة من تاريخ تونس الحديث وتطورات السياسة الداخلية.
العقيد محسن بن عيسى باحث مختص متحصل على الماجستير في العلوم السياسية من جامعة – اختصاص أمن داخلي – من جامعة صوفيا أنتيوبوليس بمدينة نيس الفرنسية متخرج من مدرسة الضباط للجندرمة “مولان” و متحصل على درجة مكون للمكونين من المعهد الوطني للتكوين الأمني كليمون فيران بفرنسا له اختصاص في إدارة الأزمات و محاربة الإرهاب من مركز التدريب الأمني بكاليفورنيا الولايات المتحدة الأمريكية.
تحمل العقيد محسن بن عيسى عديد المسؤوليات على المستويين الجهوي والمركزي بسلك الحرس الوطني قبل أن يلحق بوزارة الداخلية لتأسيس المرصد الوطني لسلامة المرور 1993 – 2007. صدرت له مؤلفات في الأمن و التنمية والسلامة المرورية والإرهاب و له إسهامات في البحوث والدراسات لدى مؤسسات أمنية عربية والمجلس الأمني للتكوين و البحوث الإستراتيجية بفرنسا.
و العقيد محسن بن عيسى معروف لدى قراء “أنباء تونس” بمقالاته التحليلية في مسائل الأمن الوطني و محاربة الإرهاب و البناء السياسي في تونس
يثير استقراء التاريخ إلى تطور الأمن بتونس والتدليل على ذلك إلا أن الدراسات التي تناولت هياكل وزارة الداخلية و تاريخها تعتبر قليلة بالرغم من الأهمية الخصوصية التي تكتسيها بالنسبة إلى الدولة.
و لا شك أن جانبا من تاريخ الحرس الوطني أصابه – بعد 2011 – شيء من التشويه و التقليل من القيمة والنيل من الفاعلية، بالتوازي مع تزايد الالتباس في الأذهان خاصة بعد صدور كتابات و مذكرات و سير ذاتية و مؤلفات ذات صبغة تاريخية و سياسية تناولت فترة الحماية و تاريخ الاستقلال و نامي الحكم لبورقيبة و بن علي من زوايا مختلفة.
و لئن تراوحت جميعها بين القيم النضالية الأصيلة و قيم الانتهازية الهجينة فلقد طغت على أغلبها الأيديولوجيا و الاعتبارات السياسية والطابع التمجيدي و النزعة الانتقامية. وهي المطبات التي سعى العقيد محسن بن عيسى إلى تجنبها في هذا المؤلف الجديد متمسكا في ذلك بمنهج التناول العلمي الأكاديمي في عرض الوقائع التاريخية الثابتة و تحليلها بأكبر قدر ممكن من الموضوعية.
شارك رأيك