حدّدت الحكومة التونسية موعد الثامن عشر من ماي موعدًا للإجتماع بوفد من جزيرة جربة نيابة عن أهاليها بعدما هدّدوا بإضراب شامل وعام يوم 28 أفريل وبعد أن أخلف السيد هشام المشيشي وعدَه وعهده الذي ضربه في موفّى شهر مارس الماضي إثر زيارته جزيرة جربة في 6 مارس الماضي أيضا ومتابعته أجواء الاستعداد للقمة الفرنكوفونية التي ستعقد في جزيرة جربة في شهر نوفمبر القادم، والضجة الكبيرة التي رافقتها بعد أن استهزأ بسؤال وجّهه إليه أحد الصحفيين عن رأيه في مطلب جربة ولاية 25 واكتفى بالرد بضحكة صفراء كلّفته انتفاضة أهالي الجزيرة في مظاهرات جابت شوارعها مطالبةً بهذا الحق المشروع ومندّدة بتصريحاته المثيرة للجدل.
بقلم فوزي بن يونس بن حديد
وبعد أن تأكّد اللقاء بالسيد هشام المشيشي رئيس الحكومة في الموعد وعبر اتصالات جرت بين رئاسة الحكومة ومكتب والي مدنين والمسؤولين في جزيرة جربة تبقى هناك شكوك تحوم حول شكل ومحتوى هذا اللقاء، فهل سيقابل رئيس الحكومة الوفد أم أنه سيُوكل المهمة إلى أحد مستشاريه أو أحد الموظفين في مكتبه لاستلام الاحتجاج وتسجيله والرد عليه بعد دراسته؟
وهل سيقبل السيد هشام المشيشي رئيس الحكومة بالنقاش رأسًا مطلب جربة ولاية 25 أم أنه سيتلكّأ مرة أخرى ويقدم لنا مقترحات خارجة عن الموضوع حتى نقبل بفتات يقدمه لنا ويُسكتنا وبعدها يُدرج المطلب الأساس في مكتبه للحفظ؟ وهل سيكون الوفد المحاور الذاهب للعاصمة قويا وشجاعا وحكيما وذكيا بما فيه الكفاية فلا يسلّم بهذا الفتات بل سيقف صامدا كالجبل يطالب إلى آخر لحظة من الزمن بهذا الحق المشروع قانونا وشرعا ومنطقا وعقلا وواقعا؟
أهالي جربة يرون الظلم مسلّطا على الجزيرة
هي شكوك لا بدّ أن نردها في هذا المقال لنعبّر عن حالة من الاحتقان الشديد الذي عليه أهالي جزيرة جربة وهم يرون الظلم مسلّطا على الجزيرة من كل الجهات حتى في تشغيل أبنائها وفي تنمية قراها ومدنها وفي الانتفاع بمواردها، وحتى السيد والي مدنين قد تبرّأ مما يُطالب به أبناء الجزيرة من مشروعات ومن حقوق ولم يستمع إلى مشاكلهم ولم ينصت إلى مطالبهم، نعم إنها مظلمة تستحق التوقف عندها، فأهل جربة فعلا لا يقبلون أن تكون جزيرتهم مهملة بهذا الشكل، ولا يقبلون بأن تكون جهة بلا خدمات ولا إدارات ولا محاكم ولا مشروعات.
على الوفد المتوجّه إلى القصبة أن يكون قويًّا يعرف لغة الدبلوماسية المحنّكة حتى يحصل على القدر الكافي من العزّة والكرامة، ولا يقبل بالتجزئة وكأن الحكومة تلقمنا لقمة لقمة، لقمة تأتي في الفم وأخرى تُرمى رميا حتى تسقط على الأرض، بل عليه أن يبحث في كل الجوانب التي يُمكن من خلالها أن ترقى الجزيرة إلى مستوى ولاية وأن يخبر رئيس الحكومة أن أهلها لا يقبلون بغير هذا المطلب، وهم ينتظرون منه ردًّا إيجابيًّا وعمليًّا لا ردًّا مراوغًا يلفه الشك والريب.
هل يجرؤ رئيس الحكومة على رفض مطلب الوفد الجربي
وعلى رئيس الحكومة أن لا يبيّت النية لرفض مطلب الوفد الجربي لأنه لو فعل ذلك فإنه سيرسل إشارات سلبية إلى المجتمع المدني وسيؤجج الشارع من جديد، ولو فعل ذلك أيضا فإنه يقبل بالحوار في إمكانية رفع المستوى الإداري للجزيرة مع أن الوفد سيحمل معه كل الوثائق والمقومات الأساسية لقبول الملف والبحث في محتوياته بتأنٍّ ودون تسرّع ودراسته من جوانبه كلها وبعد ذلك يتشاور مع رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ويقرّر إن كان من حقّ جربة أن تكون ولاية رقم 25 أو لا.
وفي كل الأحوال فإن هذا المطلب سيظل قائمًا طوال الوقت حتى ينال الجربيون حقهم كاملا وترفع الدولة رسميًّا المستوى الإداري للجزيرة إلى ولاية وحينئذ يفرح الجربيون بالخبر الجديد.
شارك رأيك