في بيان تنديد صادر بتاريخ الاحد 2 ماي 2021، عبرت الجمعية الدولية لحماية أطفال المتوسط عن استيائها من كثافة البرامج التلفزية التي كثر فيها العنف في الخطاب خلال شهر رمضان و دعت لوقف هذا النزيف و حماية الأطفال من تبعات و آثار هذا العنف المتلفز.
في ما يلي بيان التنديد:
“تمثل الطفولة الأمل الذي تنبني عليه الشعوب باعتبار وأن الأطفال هم الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات، وبالتالي يكون وجوبا على كل مكونات المجتمع أن يتعاونوا في تربية الطفل على الأسس السليمة ، وان يعملوا على توفير كل الأسباب التي توفر للطفل الطفولة السعيدة والمستقيمة. وهو ما يندرج في صميم موضوع وأهداف الجمعية الدولية لحماية أطفال المتوسط التي اتخذت من الطفولة موضوعا ساعية بكل ما أوتيت من قوة على حماية حق الطفل والإحاطة به ماديا ومعنويا ونفسيا والنأي به عن كل ما يمكن أن يؤثر في نشأته وفقا لما يقتضيه الدستور التونسي والمواثيق الدولية والقوانين الوطنية التي تعنى بالطفولة.
لكن ما راع الجمعية الدولية لحماية أطفال المتوسط في هذا الشهر الكريم هو كثرة البرامج التلفزية التي تتّسم بخطاب لفظي ومادي عنيف وهو ما نرفضه رفضا تاما ونحمل الجهات المعنية المسؤولية التامة للتدخل لوقف هذا النزيف وحماية أطفالنا من تبعات وآثار هذا العنف المتلفز.
كما لا يفوت الجمعية التأكيد على أن وسائل الإعلام تلعب دورا خطيرا في تحريض الطفل على العنف وخاصة التلفاز من خلال ما يعرض من مشاهد الإثارة والرعب والعنف الشيء الذي يجعل الأطفال يميلون إلى تقمص شخصيات هذه المشاهدممّا يؤثر على عقولهم ويجعل من سلوكهم متّسما بالعدوانية.
وعليه يكون من واجب المجتمع التصدي لهذا العنف في وسائل الإعلام من خلال القيام بمهمة الرقابة على ما يعرض في وسائل الإعلام المختلفة، ومحاسبة المسؤولين على نشر تلك المشاهد السلبية وصناعة وعي شعبي رافض لها.
وبناءا على ما سبق، يهم الجمعية الدولية لحماية أطفال المتوسط التأكيد على ما يلي :
استنكارها لحجم العنف اللفظي والمادي في الأعمال والبرامج التلفزية سواء كانت مسلسلات أو كاميرا خفية.
تنديدها بتوقيت تلك الأعمال العنيفة وتمريرها عند الإفطار الوقت الذي يكون فيه كل أفراد العائلة مجتمعين ما يكون معه الأطفال مجبرون على متابعتها.
عدم وضع تلك البرامج والأعمال لعلامات تحذيرية للأسر والأطفال وهو ما يتعارض مع القوانين والتراتيب التي تعنى بحقوق الطفل.
دعوة السلط المعنية وخاصة وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن و الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي البصري إلى تحمل مسؤولياتها من خلال دعوة القنوات التلفزية إلى التقيد بالتراتيب القانونية في الغرض والتفكير في النأي بالأطفال عن هذه الصور العنيفة وتعويضها ببرامج هادفة تعنى بالطفولة وتساهم في بناء شخصيتهم على أسس سليمة.
ريم_بالخذيري
رئيسة الجمعية الدولية لحماية أطفال المتوسط”
شارك رأيك