“عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين ( والرفث هو الفحش من الكلام ، والطعمة هو الطعام الذي يؤكل ) .
وهي عبادة تجب مع النية . وتجب على كل مسلم قادر يخرجها عن نفسه وعن أفراد أسرته من زوجة وأولاد صغار وأبوين فقيرين .
ومن حكمتها أنها تزيد في أجر الصائم ، وتكفر عنه ما صدر عنه من صغائر الأمور كاللغو والجدل والخصام ، وتجبر ما قد يعتري صومه من النقص .
وتعطى للمسكين والمحتاج ليجد قوته وقوت عياله في يوم العيد الذي هو يوم الفرح والحبور ، يوم يفرح الصائم بفطره ، فلا يبقى بين الناس من هو في خصاصة وكآبة في ذلك اليوم الأغر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أغنوهم عن المسألة ( أي عن الاحتياج ) في هذا اليوم ( أي يوم العيد ) ” . ويمكن دفعها لفقير واحد أو توزيعها على فقراء متعددين . كما يجوز دفعها لأقاربه من الفقراء والمحتاجين غير أبويه أو إخوته أو أولاده الذين هم في كفالته .
والمقدار الواجب إخراجه صاع بصاع النبي صلى الله عليه وسلم يعطى من غالب قوت أهل البلد من قمح أو شعير أو تمر أو غير ذلك . وغالب قوت بلدنا القمح .
وإذا أردنا أن نعرف الصاع التونسي كم يساوي بالصاع النبوي ؟ فيكال بطريقة بسيطة وذلك بأربعة أمداد متوسطة ، لا مقبوضة ولا ممدودة من قمح أو سميد ، وهو ما يساوي لترين وستة أعشار اللتر ، وبالوزن ما يساوي تقريبا 2 كلغ ونصف من السميد .
ويجوز إخراج قيمتها نقدا أي بما يساوي في هذا العام 1442 هـ – 2021 م :
دينارا وسبعمائة وخمسين مليما ( 1750 مليم )
ووقت إخراجها وجوبا بطلوع فجر يوم العيد وقبل صلاة العيد . ومن أخرجها بعد صلاة العيد فهي صدقة ولا تسقط في حقه وتبقى عالقة بذمته حتى يؤديها مع حصول الإثم في ذلك ، ويجب أن يستغفر الله من إثم التأخير ، وصيامه يبقى معلقا بين السماء والأرض حتى يؤدي زكاة الفطر .
ويجوز إخراجها قبل يوم العيد بيومين أو ثلاثة عند المالكية ، وأجاز الأحناف والشافعية إخراجها قبل ذلك .
ألا إن خير ما يعظ به الواعظون قول ربنا العزيز الحكيم ” قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ” صدق الله العظيم .
والســـــــلام
عثمان بطيخ
مفتي الجمهورية التونسية
شارك رأيك