نحن مواطنون و مواطنات كاملي الحقوق و الواجبات و لسنا على حد علمي رعايا أو عبيد أو ناقصي أهلية حتى تقرر حكومة مبتدئة في عالم السياسة و بعد لقاءات شكلية مع بعض المنظمات الوطنية أن تقدم برنامج إصلاحات على أمل الحصول على تمويل من صندوق النقد الدولي من دون أن تفصح عن مضمونه لعموم الشعب الكريم بلا استثناء. هل هو احتقار للشعب أم غباء سياسي أم ماذا ؟
بقلم مرتجى محجوب
كيف تجرؤ حكومة هشام مشيشي على التعتيم على برنامج سيتحمل تبعاته عموم الشعب الكريم في معيشته اليومية و في كل مناحي الحياة خاصة وأن هذا البرنامج “السري” يتأسس على سياسة تقشفية و تجميد الأجور والحد من كتلة الأجور في الوظيفة العمومية والتحكم في المصاريف… وهي قرارات يفرضها الوضع المالي الصعب للبلاد والذي زادت في صعوبته مخلفات جائحة الكورونا و تأثيرها السلبي على الحياة الاقتصادية والاجتماعية ؟
في الدول التي تحترم شعوبها، هكذا قرارات مصيرية تطرح على طاولة النقاش و يسأل حولها الخبراء و يتداول بشانها قادة الأحزاب بل و تحال في بعض الأحيان على الإستفتاء فيطلب من الشعب أن يجيب بنعم أم لا… أما سياسة “المهموتة” و”القطوس في شكارة” لأن الحكومة ليست لها الشجاعة الكافية لمواجهة الناس بالحقيقة أو لأنها خائفة من ردود فعل شعبية قوية و عنيفة أو لأنها تفتقد للشرعية و المصداقية التي تجعلها قادرة على إقناع الناس بالحلول المطروحة وهي كلها موجعة… مثل هذه السياسة مرفوضة جملة و تفصيلا و لا يمكن أن تؤدي إلا للانفجارات الشعبية…
شارك رأيك