من تجارة الدين إلى المتجارة بقضية فلسطين

تفاجأت مكونات التنسيقية الوطنية الموحّدة لدعم المقاومة في فلسطين وتجريم التطبيع بعملية سطو جديدة تريد أن تقوم بها حركة النهضة على التحركات الاحتجاجية الميدانية ضد العدوان الصهيوني الغاشم حيث وبعد الدعوة التي أطلقها عدد من مكونات التنسيقية إلى مسيرة وطنية غدا الأربعاء 19 ماي 2021 على الساعة 11 صباحا تحت عنوان واضح ومحدّد “من أجل سن قانون لتجريم التطبيع “.

 ووجّهت التنسيقية الدعوة إلى مشاركة جميع القوى الوطنية من منظمات وجمعيات وأحزاب وشخصيات تتبنى تجريم التطبيع بكل أشكاله، راجت أخبار تفيد أن حركة النّهضة وهي التي عرفت برفضها لمبدأ تجريم التطبيع تنوي المشاركة في مسيرة الغد.

 وعليه فإن التنسيقية الوطنية الموحّدة لدعم المقاومة وتجريم التطبيع:

 1- تدين بأشد العبارات محاولة حركة النهضة تحريف عنوان المسيرة  من المسيرة من أجل تجريم التطبيع إلى مسيرة من أجل دعم الشعب الفلسطيني.

 2- تذكّر أن حركة النهضة قد عرفت برفضها لمبدأ تجريم التطبيع وهي التي رفضت إدراجه ضمن نص الدستور كم سعت إلى تعطيل تمريره كقانون داخل لجان البرلمان أو للجلسة العامة سواء خلال الفترة النيابيّة السابقة أو خلال الفترة الحالية.

 3- تعبر عن رفضها المبدئي لمشاركتها في مسيرة الغد بما أن شعار المسيرة الرئيس هو دعم المقاومة وتجريم كل أشكال التطبيع.

 4- تنبه أن إعلان حركة النهضة مشاركتهم في مسيرة تجريم التطبيع يكشف للرأي العام الوطني حجم التخبط والانتهازية وازدواجية الخطاب، فكيف تدعو جمهورها للمطالبة بتجريم التطبيع في حين أنها الطرف الأساسي الذي عطّل تفعيله طيلة العشرية الماضية والذي استقبل كبار الصهاينة على ارض تونس.

5-  تدعو هذه الأخيرة للعدول عن المشاركة في مسيرة الغد لعدم استفزاز مشاعر الشعب التونسي وتجنّب التوترات والمناكفات.

وإن كانت حركة النهضة صادقة  في  دعمها لتجريم التطبيع فعليها إعلان ذلك رسميا والمشاركة في التسريع في تمرير قانون تجريم التطبيع المطروح على المجلس والمصادقة عليه.