صحيح أن تونس بلاد صغيرة و فقيرة و تعاني من أزمة اقتصادية خانقة قد تجعلها عرضة للضغوط والمساومات من طرف القوى الدولية النافذة لكن شعبها الأبي كان و لازال على العهد في نصرة و دعم الشعب الفلسطيني المناضل ضد الة الظلم و القمع و الاضطهاد الصهيونية الغاشمة. ذلك شعار شعب تونس بصوت عالي و تلك عقيدته المناهضة لأي شكل من أشكال التطبيع السافر و المعيب.
بقلم مرتجى محجوب
بالرغم من ظروفه الاقتصادية و الاجتماعية الكارثية في كثير من الحالات، شعب تونس غير مستعد لبيع قضية الأمة العربة الإسلامية بأي ثمن كان و في سبيل ذلك فهو مستعد لكل التضحيات.
الفلسطينيون بمختلف مشاربهم و اتجاهاتهم و اختلافاتهم يعلمون علم اليقين مدى إخلاص التونسيين و التونسيات للقضية الفلسطينية و احتضانهم لرموزها و قياداتها بكل فخر و نخوة و اعتزاز منذ بداية الثمانينات من القرن الفائت و امتزاج دماء الشعبين التونسي والفلسطيني في عديد المرات منذ حرب الإحتلال عام 2048 ومرورا بالإعتداء الجوي الإسرائيلي على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط جنوب العاصمة تونس في عام 1985.
نعم، نحن دولة فقيرة و محتاجة و ليس مجالنا التطرق للأسباب، ولكننا لن نطبع أبدا مع ما يسمى إسرائيل لحين يتحقق السلام العادل الذي يقبل به الفلسطينيون والقائم على الإتفاقات الدولية الممضاة في أوسلو و كامب ديفيد و القائمة على دولتين مستقلتين متجاورتين : إسرائيل و فلسطين تحت رعاية دولية.
لن نطبع مهما كان الأمر : إن صادق مجلس نواب الشعب على مشروع قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل النائم في أدراجه أو لم يصادق. لأن المسألة بالنسبة لنا ليست مسألة مناورات و حسابات و تكتيكات سياسية بل هي مسألة مبادىء لا تقبل المساومة و البيع والشراء.
شارك رأيك