في تدوينة نشرها ظهر اليوم الجمعة 21 ماي 2021 في حسابه الخاص على صفحات التواصل الاجتماعي، شكر الصحفي منجي الخضراوي، مستشار برئاسة الحكومة كل من تضامن معه أمس الخميس عند اعلانه اختطاف ابنته ريمة ثم هنأه عندما عثر عليها…
و في ما يلي ما رواه منجي الخضراوي:
“أشكركم جميعا على هبّتكم، وعلى وقفتكم التي أعادت لي الكثير من التوازن، بعد العملية الإجرامية التي اقترفها سائق تاكسي.
أشكر كلّ الأصدقاء والأقارب والجيران والزملاء وكلّ الذين اتصلوا، ولتعذروني إن لم أتمكن من الرد على الهاتف، إذ لم أكن في حال يسمح بذلك.
حقا أنا وعائلتي ممتنون لوقفتكم، اذ هي التي مثلت سندا وعزاءً لنا.
دمتم وربي يستر تونس.
الحكاية جرت يوم الخميس 20 ماي 2020، في حدود الساعة الحادية عشرة أنهت ابنتي ريمة وعمرها 15 سنة دراستها، واتجهت من معهد سيدي ثابت الى الطريق الرئيسية، حيث أوقفت تاكسي كعادتها للعودة الى الدار التي تبعد قرابة الكيلومترين عن المعهد، توقفت لها سيارة نوع بيجو 301، يسوقها شخص في الثلاثين من العمر، طلبت منه ايصالها، فانطلق في رحلته، ولكنه قبل بلوغ المنزل قرّر تحويل وجهتها، اذ غير مساره وانطلق بسرعة جنونية في اتجاه طريق بنزرت من جهة الغابات.
كانت أمها خلال ذلك تتصل بها دون ردّ فسألت زملاءها وأصدقاءها، حتى تأكدت من أنها امتطت سيارة تاكسي.
غابت كلّ أخبار ريما على غير العادة.
في حين ظلّت هي تسأله وتطلب منه ارجاعها، ولكنه كان صامتا اكتفى فقط بكلمة”باهي”، بعد أكثر من عشرين كيلومترا، دخل منطقة اسمها برج يوسف من ولاية أريانة.
برج يوسف، منطقة فلاحية نائية أقيم فيها نادٍ عائلي، كنت آخذ إليه عائلتي من فترة إلى أخرى، وكان في نفس المكان أستاذة رياضيات تعطي دروسا إضافية لابنتي، يعني المكان الذي قصده سائق التاكسي المجرم بالنسبة الى ريمة هو مكان آمن معتاد.
عندما دخل تلك المسالك الفلاحية، تعطلت سرعته نسبيا حتى اعترضته حفرة كبيرة ممّا اضطره الى التخفيض حدّ التوقف، عندها استغلت ريمة الوضعية وفتحت الباب الخلفي ثم قفزت وتمكّنت من الهرب والصراخ، فلم يجد غير الفرار.
انطقلت بالجري قرابة الخمسة كيلومترات حتى وصلت جامع سبالة بن عمار، وكانت متعبة مرهقة، أخذت هاتفها، ولكن وجدته غير مشحون لأنّنا بقينا أكثر من ساعة ونحن نتصل بها حتى انتهت شحنة هاتفها.
أخذت البطارية وبدأت بتسخينها بعملية احتكاك على سروالها، ثمّ أعادتها فاشتغل الهاتف لتتمكن من طلب النجدة”.
شارك رأيك