
إن ما وصلت إليه أخلاق و ممارسات فئة كبرى صلب مجتمعنا التونسي من انحدار و أنانية و انحطاط إنما يؤذن لا قدر الله بخراب العمران إن لم نعمل على تقويم الاعوجاج و تصحيح المسار و إعادة الاعتبار للاستقامة والجدية و العمل بضمير…
بقلم مرتجى محجوب

هذا مجرد رأي شخصي لا يستند على إحصائيات علمية و لا دراسات ميدانية بل على ملاحظات و متابعات فردية أطرحها على المتابعين لأني أعتبر أن تغيير و تطوير العقليات هو مفتاح نجاح و رقي الشعوب و المجتمعات .
في هاته المسألة، المسؤولية هي بالفعل جماعية بين حاكم و محكوم و لكل فرد منا قسط وواجب لا يمكن التهرب منه .
للأسف الشديد، فتقييمي ليس إيجابيا لما وصلت إليه أخلاق و ممارسات فئة كبرى صلب مجتمعنا من انحدار و أنانية و انحطاط مؤذن لا قدر الله بخراب العمران .
يحكى أن رجلا جاء لرسول الله يستفسر عن دين الإسلام مقرا بجهله و ضيق فهمه و مداركه، فكان جواب المصطفى مختصرا مفيدا : امن بالله ثم استقم…
الاستقامة، و ما أدراك ما الاستقامة، هي تقويم اعوجاج الذات و مغالبة نزعات الكره و الحقد و الشر، هي تجنب أذية الآخر بل الإحسان إليه و تهذيب الصفات و السمو بالأخلاق، هي النفس اللوامة و المحاسبة الذاتية الصارمة و العمل بكل صدق و نزاهة و ضمير…
هنا بالذات، و ليس موضوعي متعلقا بالسياسة، يتجلى إسلامنا العظيم، صانع الفرد المستقيم و المجتمع المتضامن المتماسك مثل البنيان المرصوص يشد بعضه بعضا…
العقلية النظيفة و الإيجابية ليست حلما أو مثالية طوباوية، بل وعي و قناعات تترجم لأفعال تخدم الفرد و المجموعة على حد السواء… و “أنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”…
شارك رأيك