في البيان التالي إلى الرأي العام أصدره على صفحته الفايسبوك أمس الجمعة 28 ماي 2021 الكاتب (وهو ضابط سابق في البحرية التونسية) يكشف الهوية السياسية للعسكريين القدامى الذين أصدروا بيانا مناهضا للرئيس قيس سعيد يحاولون فيه إنقاذ شيخ الإخوان المسلمين راشد الغنوشي وحركة النهضة التي حكمت تونس مدة 10 سنوات و أفسدت فيها كل شيء وهي تعرضها اليوم إلى الإفلاس.
بقلم الأسعد بوعزي
اليوم انشغل الإعلام التونسي (المرئي والمكتوب والألكتروني) برسالة مفتوحة توجّه بها عسكري متقاعد من الجيش التونسي إلى سيادة رئيس الجمهورية حيث يحمّله فيها المسؤولية أمام الله والشعب والتاريخ إن لم يطبّق سيناريو يهدف إلى إنقاذ شيخ الإخوان المسلمين راشد الغنوشي وحركة النهضة التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط.
هذه الرسالة تمّ إمضاؤها (إلى جانب كاتبها) من طرف عنصر مدني وأربعة ضبّاط وكلّهم من المنتسبين إلى جمعية قدماء معهد الدفاع الوطني (وأنا واحد من المتخرجين من هذا المعهد ورفضت الانتماء لهذه الجمعية لأسباب بعينها).
أريد فقط أن أكتفي بنقد هذه الرسالة من حيث الشكل (فقط). ) لأنير الرأي العام التونسي بالآتي وهو ما يُغني عن الخوض في المضمون:
– أن محرّر الرسالة (مختار بن نصر) من المتعاطفين مع حركة الإخوان (له عديد الصور مع شيخهم) وهو الذي وضعوه ذات يوم على رأس الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب التي قدّم استقالته منها سنة 2019 بعد أن فشل الفشل الذريع في بلورة إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب وتعمّد التعتيم على ملف العائدين من من بؤر التوتر
– أحد العسكريين الكبار من الممضين على الرسالة هو صهر أحد القياديين في حركة الإخوان من العسكريين الذين تورطوا في محاولة الانقلاب التي أجهضها زين العابدين بن علي سنة 1987
– العسكري الثالث هو أحد تلامذة الضابط الكبير سالف الذّكر،
– الضابط الرّابع هو من المتعاطفين مع حركة الإخوان والذي تمّ تجميده في رتبته بعد التفطّن إلى ميولاته الإخوانية،
– أمّا المدني فهو من المؤلّفة قلوبهم
من المؤسف أن نرى هذه الأيّام عديد الضبّاط المتقاعدين يحشرون أنفسهم في مسائل سياسية من أجل مناصرة طرف بعينه على حساب طرف آخر وهم الملزمون بواجب التحفّظ علاوة على أنهم يسيئون بسلوكهم هذا إلى المؤسسة العسكرية وهي منهم براءٌ إذ أننا أصبحنا نستمع كلّ يوم إلى بعض الأصوات التي تنادي بإصدار البيان رقم واحد على غرار ما يحدث في بعض البلدان الإفريقية المتخلّفة.
على الرأي العام التونسي أن يعلم أنّ مؤسستنا العسكرية العتيدة منزّهة من مثل هذه الخزعبلات التي لا تُلزمها في شيء وهي المؤسسة العريقة والوطنية التي تحرص على النّأي بنفسها عن كلّ المهاترات والتجاذبات السياسية.
* ضابط سابق في البحرية التونسية.
شارك رأيك