أشرف وزير الشؤون الثقافية بالنّيابة السيد الحبيب عمّار ظهر اليوم الاثنين 07 جوان 2021 بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية “النجمة الزهراء” بسيدي بوسعيد على افتتاح أشغال الدورة الثامنة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية 2001 لحماية التراث المغمور بالمياه.
وذلك بحضور المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” السيدة “أودري أزولاي” وسعادة السفير مندوب تونس الدائم لدى “اليونسكو” السيد غازي الغرايري ورئيس الديوان السيد يوسف بن ابراهيم والمدير العام للمعهد الوطني للتراث السيد فوزي محفوظ والمديرة العامة لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية السيّدة آمال حشّانة ومديرة المصالح المشتركة السيدة شيراز سعيّد وعدد من ممثلي البعثة الديبلوماسية لليونسكو ومن الإطارات والمديرين العامين بالوزارة. ويقام هذا المؤتمر بشكل مزدوج حضوري من تونس وعبر البثّ الرقمي من العاصمة الفرنسية “باريس”.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة رحّب وزير الشؤون الثقافية بالنيابة السيد الحبيب عمار بالسيدة “أودري أزولاي” المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” متوجّها لها بالشّكر على قدومها إلى تونس رغم الظرف الصحي الخاص وتداعيات جائحة كورونا على العالم، وهو ما يعكس جهود بلادنا في ميادين الثقافة وحماية التراث وتثمينه، وأشار الوزير إلى عراقة علاقات التعاون بين تونس و”اليونسكو” والتزام تونس منذ سنة 1956 بجملة الاتفاقيات المشتركة.
وأكّد وزير الشؤون الثقافية على ثراء المخزون الثقافي للتراث المغمور بالمياه لتونس وقيمته من النواحي العلمية والتّاريخية والسياحية والاقتصادية أخذا بعين الاعتبار الموقع الجغرافي المميز لبلادنا في البحر الأبيض المتوسّط وأهمية الشريط الساحلي الذي يمتدّ على طول 1148 كلم، مبرزا حرص تونس على المضيّ قدما في تنفيذ مختلف برامج اتفاقية 2001 لحماية التراث المغمور بالمياه والذي يمثل ثروة حقيقية تنعم بها البلاد.
وعدّد الوزير في سياق متّصل مختلف الاتفاقيات المصادق عليها من قبل تونس والمعتمدة في إطار العمل مع منظمة “اليونسكو”، إلى جانب قائمة المواقع والمعالم التاريخية والأثرية المدرجة في قائمة التراث العالمي، وكذلك عناصر التراث غير المادي المضمّنة في القائمة التمثيلية للمنظمة المذكورة، كما أشار إلى أهمّ برامج التعاون للفترة القادمة بين تونس و”اليونسكو”مؤكدا على ضرورة تدعيم التعاون مع هذه المنظمة وخاصة في مجال حماية التراث المغمور بالمياه وفق اتفاقية سنة 2001.
من جهتها عبّرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” السيدة “أودري أزولاي” عن سعادتها بالحضور إلى تونس وافتتاح أشغال الدورة الثامنة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية 2001 لحماية التراث المغمور بالمياه، وزيارة المعلم المميز للنجمة الزهراء، منوّهة بعمق وأهمية التعاون بين “اليونسكو” وتونس والحضور البارز لتونس ضمن برامج المنظمة، مذكّرة بدور المنظمة لإسناد الجهود الوطنية في تثمين وحماية التراث.
وأشادت السيدة “أودري أزولاي” بالثراء الكبير لبلدان حوض البحر المتوسط بالتراث المغمور بالمياه، والذي يحتاج إلى بذل مزيد من الجهود التشريعية والبحوث العلمية لتطوير وسائل حمايته وتثمينه، مشيرة الى أهمية التراث المغمور بالمياه وضرورة العناية به وحمايته وتثمينه وضمان ديمومته وما يتطلّب ذلك من تكثيف البرامج الدولية المشتركة والتعاون بين الطرفين لحماية وتثمين مواقع ثقافية وأثرية على غوار التجربة الهامة مع موقع قرطاج الأثري.
وأبرز سعادة السفير مندوب تونس الدائم لدى “اليونسكو” السيد غازي الغرايري أهمية تضافر الجهود بين “اليونسكو” ومختلف المصالح المختصّة بوزارة الشؤون الثقافية إلى جانب عدد من الوزارات الأخرى لاكتشاف هذا الموروث وضمان مزيد حمايته من تداعيات التلوث البحري والإهمال غير المقصود في كثير من الأحيان.
نذكر أن زيارة المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” السيدة “”أودري أزولاي” متواصلة إلى حدود يوم 09 جوان الجاري وفي إطار برنامجها الخاص بالثقافة والتراث من المنتظر أن تزور عددا من المؤسسات الثقافية والمواقع الأثرية في تونس الكبرى وجربة وجرجيس ومناطق أخرى من الجنوب التونسي.
شارك رأيك