“فقدنا وفقدت تونس اليوم مالك الصغيري أحد أبرز شباب “الجيل الجديد”. شاب انعتق من التقسيمات الكلاسيكية المدرسية، بعيدا عن التوتر الايديولوجي العقيم. صديق ورفيق وعزيز حاول دائما أن يشق طريقا مبتكرا، لكن أن يكون أيضا عميقا وحاسما في صدقه. عاطفيا إلى أقصى درجة، وعقلانيا إلى أقصى درجة في الان نفسه.
لن اكتب كثيرا. فقط ساتذكرك بالفكري والسياسي الذي جمعنا، ذلك هو عمق علاقتنا الذاتية. في اخر لقاء تحدثنا في قابلية المستقبل لسيناريو جديد.. اخيرا وبعد تعفن السياق والانتقال. فرصة لتعالي الهم الاجتماعي على استقطاب الهويات الكريهة، وكيف تكون ديمقراطيا اجتماعيا وان لا تكون منبتا، كيف أن نواجه اقتصاد الريع بلا انشائيات وان تكون تلك أرضية الانعتاق السياسي لبديل شعبي واسع. نقاشاتنا عالية الصوت، اين ينتهي التكتيك ويهيمن المبدأ.
ساتذكرك بأن ابقى في ذلك الهم المشترك. وهكذا فقط سأداوي وجيعة الفراق الصادمة. ستبقى بيننا كلما تشبثنا بذلك الهم وتلك الاحلام.
صديقي الراجل… وداعا!!
الصورة… منذ حوالي العشر سنوات باليوم تقريبا… في موطنك العالي في الجبال… تالة الأبية .. وانت مرشدنا في سياحة مواقع الثورة. مبتسما ومتفائلا دائما. كل التعازي لعائلتك، سي الصادق، ورفيقتك عزة”.
شارك رأيك