هل أن تأخر إنجاز مشاريع البنية التحتية التي تعطل الحياة اليومية للموطنين من خصوصيات ولاية جندوبة بالشمال الغربي للبلاد التونسية و ما هي أسبابها و متى سيرفع هذا الضيم على المتساكنين ؟
بقلم رياض بوسليمي
إن كنت في مكان قصي عن وسط مدينة جندوبة وآستقليت سيارة تاكسي… فكن على يقين أن صاحبها لن يتوانى لحظة في أخذ أقصر الطرق وأيسرها قربا من المكان المقصود، الذي عادة ما يمثل نقطة الوصول والانطلاق للراكب… ولكن بالرغم من اجتهاد السائق فإن طبيعة المسلك اللولبي والأخطبوطي جراء تواصل أشغال مشاريع البنية التحتية التي ظلت كالجرح المفتوح في قلب المدينة منذ أعوام خلت… تفرض على السائق والركاب التذمر من طول أمد تعطل هذه المشاريع فينفجر بينهم الحديث… يتساءل الأول عن سبب تأخر أشغال الجسر على شارع المغرب العربي والذي ظل واقفا لا يبارح مكانه ويقف على ساق واحدة كمالك الحزين… في حين سرعان ما يذهب آخر إلى أن تعطل المشاريع هي خصوصية جندوبية فلا نجد مثيلا لها في بقية المدن والولايات… وهو وإن كان موقفا متطرفا إلا أننا قد نجد له عذرا لتتالي التعطلات ونفاذ صبر المواطنين… فلا نكاد ننتهي من حلحلة مشكل تعطل مشروع حتى يتعطل آخر… ويضيف السائق بعض الكلمات أشد حقدا على السلط الجهوية والدولة… بعد الاستماع إلى آراء الركاب العاكسة لحقيقة التذمر والاستياء الذي يعيشه المواطن كل يوم… والذي حدا به إلى اليأس من تغير الحال…
في المقابل ظلت الجهات المسئولة تخفي صوتها وتختفي وراء حجاب الصمت ولا تخرج لتخبر هذا الشعب المكلوم واليائس… ولا تقوى على مصارحته بحقيقة تعطل المشاريع الأسطورية بخطاب واضح يجعله يفهم ما ظل غامضا مبهما..في وقت أصبح فيه الإعلام يلعب دورا وسائطيا هاما بين الإدارة العمومية والشعب… كما يعكس مدى تطور الإدارة في انفتاحها وتواصلها مع المجتمع و مع مكونات المجتمع المدني…
كم من الوقت يجب على هذا المواطن الكادح والذي تثقل كاهله هموم الحياة ويخنقه الظرف الاقتصادي القاهر… أن ينتظر كي يظفر ببعض المعلومات التي هي من حقه على المسئولين ومن واجبهم تجاهه ؟
إلى متى سيسعى المسئول الضعيف إلى إخفاء فشله من خلال الاستنجاد بالزبونية والعلاقات المشبوهة مع بعض الأحزاب الحامية طلبا للحماية والبقاء في الكرسي الذي أصبحت بينه وبينه علاقة حميمية دافئة!
ثمّ إلى متى سيموت المواطن ليحيا هذا المسئول ؟ وإلى متى ستكون الجهة مكانا آمنا لمن كشفته الأضواء وطردته الاستحقاقات
الثورية… ولم تشفع فيه التوبة ..! إلى متى ستظل هذه الجهة رهينة أفكار غريبة بينها وبين المواطن البسيط عقود من الزمن، لقلة قليلة لا همّ لها سوى الخطب العصماء والصعود على المنابر الخاوية على عروشها لسرقة كرسي وكالة والتقاط صور بهواتفها الذكية توثق بها اللحظة التاريخية وتحفظ لها مكانا…
صحيح أن كل ما في المدينة يبعث على الإحساس بالموت بدون كورونا … موت الإحساس بالدفء العلائقي… وفتور رابط الانتماء والوطنية… ولكن الجروح المفتوحة التي تركتها المشاريع المعطلة سيخرج من تراب أرضها طائر الفينيق الذي سيخبر الأجيال الحالية والقادمة عن الحقيقة المخفية! وسينتصر لوجع المدينة المزمن!
إلى متى سنسكت على أسئلة هذا المواطن الحارقة… ونتركه يعيش في الهامش ونتجاهل مسؤوليتنا المجتمعية والاجتماعية … ويموت في صمت وفي صدره ألف سؤال وألف آآآه!
شارك رأيك