أثار تأجيل لقاء القاهرة تساؤلات عديدة في الشارع الفلسطينيّ، وقد أشارت عدّة مصادر إعلاميّة وتصريحات لقيادات سياسية فلسطينيّة أنّ هذا التأجيل يأتي بسبب خلافات جوهرية بين حركتي فتح وحماس حول قضايا وطنيّة.
بقلم نجلاء ايت كريم
من جهة، تسعى حركة المقاومة الإسلاميّة “حماس” إلى التعديل في هيكلة منظمة التحرير الفلسطينيّة، بالشكل الذي يسمح لها بالانضمام إليها. إلّا أنّ الجانب المصريّ لم يدعم هذا التوجّه ودعا إلى تباحث مسائل أخرى أكثر إلحاحا وأولويّة. في المقابل، تدعو حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” إلى تباحث تشكيل حكومة وحدة وطنيّة، باعتبار أنّها أولويّة ملحّة للشعب الفلسطينيّ.
ويشير عدد من التحليلات إلى أنّ حركة حماس تسعى إلى الانضمام لمنظمة التحرير من أجل تعزيز نفوذها في المنطقة، وبشكل أخص في الضفة الغربية تمهيدا لإزاحة فتح من المشهد السياسيّ، أو تهميش دورها المحوري الذي تلعبه حاليًّا.
هذا وتشير مصادر نقلا عن قيادات فتحاويّة، إلى أنّ تأجيل لقاء الفصائل الفلسطينيّة جاء بموافقة حركة فتح والسلطة الفلسطينية بعد اقتراح مصر ذلك، في حين تمسّك جبريل الرجوب بعقد اللقاء، وهو ما أثار تساؤلات بين زملائه في الحركة. و بحسب المصادر ذاتها، فإنّ الرجوب كان مطالبًا بتوضيح موقفه بعد العودة من مصر إزاء عقد اجتماع الفصائل بالقاهرة.
من الواضح أنّ الأوضاع تسير إلى مزيد من التعقيد بين فتح وحماس، وهو ما يُنذر بانتهاء مرحلة المصالحة والعودة إلى مربّع الانطلاق… ويبقى هذا رهينة الإرادة السياسية في البلاد.
شارك رأيك