انتظمت بعد ظهر اليوم الجمعة 18 ماي 2021 بدار الكتب الوطنية أربعينية فقيد الساحة الأدبية والفكرية المؤرّخ والباحث الرّاحل “جون فونتان”، الذي وافته المنيّة يوم 02 ماي 2021 عن سنّ تناهز الخامسة والثمانين عاما.
وحضر الأربعينية رئيس الديوان السيد يوسف بن إبراهيم والمديرة العامة لدار الكتب الوطنية السيدة رجاء بن سلامة ومعالي رئيس أساقفة تونس إلاريو أنطونيازي ) Ilario Antoniazzi) بالإضافة إلى ممثل عن عائلة الفقيد السيدة أوليفيا فونتان وعدد من الشخصيات الثقافية.
وانطلق برنامج موكب الأربعينية بمعزوفة موسيقية على آلة مزمار Clarinette للمؤلف والعازف النمساوي فرانز شوبرت، أمّنها السيد محمد علي الفقيه، فيما تضمّن برنامج الأمسية معرضا وثائقيا يحتوي على مجموعة من اصدارات ومؤلفات جون فونتان الأدبية باللغتين العربية والفرنسية.
وبالمناسبة توجّه رئيس الديوان السيد يوسف بن إبراهيم بالشكر إلى كلّ القائمين على تنظيم أربعينية الراحل “جون فونتان” عموما ودار الكتب الوطنية على وجه الخصوص، معتبرا أن هذه المبادرة القيّمة هي تكريما لمسيرة رجل عرف عنه شغفه الكبير بالأدب التونسي، حيث “جاء إلى تونس شابا في العشرين وانتهى به المطاف إلى البقاء بها، وانخرط بأشكال عدّة في الحياة الفكرية والاجتماعية ببلادنا ونسج بها علاقات صداقة ووفاء”.
كما أشار إلى أن “جون فونتان” سخّر حياته للكتابة عن الأدب التونسي واهتم بالأدبيات التونسية والتوثيق لها كما قدّم جليل الخدمات للباحثين باعتباره كان حافظا لمكتبة معهد الآداب العربيّة للآباء البيض فضلا عن إدارته باقتدار للمجلة العريقة “إيبلا” التي لازالت تصدر إلى الآن وإيمانه العميق بحقوق الإنسان ودفاعه عنها.
من جهتها تطرّقت المديرة العامة لدار الكتب الوطنية السيدة رجاء بن سلامة إلى رمزية الاحتفاء بـالفقيد “جون فونتان” من قبل المكتبة الوطنية اعترافا بقيمة ما قدّمه للحياة الثقافية والفكرية في تونس التي شُغف بها وبأدبها وبانتاجات مفكريها وأدبائها ومثقفيها على مرّ العصور، إضافة إلى خدمته للباحثين والدارسين للأدب والحضارة التونسية.
وتناول رئيس جامعة منوبة سابقا الكاتب شكري المبخوت في مداخلته الاسهامات القيّمة لـ “جون فونتان” خاصّة في البحث في الأدب التونسي وتاريخه والتوثيق له والتعريف به وخصوصية تجربته الفكرية في هذا المجال.
وفي نفس الإطار، قدّم صديق الراحل السيد محمد الجمازي شهادته حول علاقة “جون فونتان” بأصدقائه ومختلف القيم المشتركة التي جمعتهم وخصوصية اندماجه في المجتمع التونسي.
من جهة أخرى تدخّلت ممثلة عن عائلة الفقيد السيدة أوليفيا فونتان، عن بعد، لتبيّن علاقة الراحل بتونس وحبّه العميق لها ولآدابها وثقافتها.
ولد “جون فونتان” سنة 1936، عاش بين فرنسا وتونس أين تحصّل على الإجازة في اللغة والآداب العربية من جامعة تونس سنة 1968 ثم نال الدكتوراه من جامعة “اكس بروفانس” سنة 1977. ومن أبرز اصداراته “عشرون عاماً من الأدب التونسي (1956 – 1976)” و”ملامح من الأدب التونسي (1976 -1983) ، “تاريخ الأدب التونسي من خلال النصوص”..
شارك رأيك