ننشر فيما يلي الشهادة الحية باللغة الدارجة التونسية عن الأوضاع الصحية الصعبة بمدينة القيروان و قد نقلها عبر شبكات التواصل الإجتماعي المحامي عماد السبري والطبيب رفيق بوجدارية وهي لمواطنة فرض عليها البقاء بقسم الكوفيد بالقيروان للعناية بزوجها “المنجي “…
تقول زوجة المريض:
«تأكدوا انه لا وجود لقسم كوفيد بالقيروان ما رأيته وعاينته البارحة كابوس بأتم معنى الكلمة يشبه زريبة لكن لا شيء يوحي انه قسم بمستشفى… لا شيء فيه صحي الصالة الي رقد فيها “منجي” فيها تقريبا 15 سريرا… كلهم معبين مخلطين نساء ورجال… حول كل سرير شخصين أو ثلاثة من عائلة المريض…. روائح أوساخ فضلات بشرية لأنه لا يمكن للمريض أن يتحرك بدون أكسيجان للحظة بالرغم أنه توجد قارورة أكسيجان صغيرة مجعولة لهذا الغرض لكن للأسف فارغة… وعلى المريض سامحوني في الكلمة ان يفعلها على نفسه أو أن يتصرف أهله كما فعلت أنا… تصور أمام الجميع نساء و رجالا تعاونت مع سيدة وعملنا حاجزا حول الفراش بملحفة.
نهار كامل ترى كان المرضى بين الموت والحياة أجساد نحيلة صفراء اللون أنهكها المرض ونقص الأكسيجان مع الاكتظاظ والأوساخ.
كل مرافق للمريض يمسك بقطعة كردونة يمروح بها على المريض الي يكون يفغم من نقص الأكسيجان وحرارة الطقس شهيلي والاكتظاظ في الصالة… أواني أكل تحت كل سرير و مواد تنظيف… أسطل بنوات… وكل مرة تقوم وحدة من المرافقات وتنظف تحت وحول سرير مريضهم …
ملخص الحديث : ترى كل شيء بهذا القسم من بؤس وفقر وألم ومعاناة للمريض والمرافق… كورونا في كل مكان و ركن… ترى الموت كل لحظة وصياح وعويل… ترى الحياة تنسل من أجساد منهكة تطلب نفحة أكسيجان فلا تجده لأنه للأسف كان هناك عطب وتسرب بقنوات الأكسيجان ولم يتفطن لها أحد لأنه لا يوجد أحدا أصلا وكأن الضحية موتى وضحايا…
يوم كامل من الصباح لليل لم أرى طبيبا يسعف أو يمر على المرضى فقط أشخاص ترتدي لباس الكورونا من ساسها لراسها… لا تعرف مرا راجل ممرض طبيب عامل نظافة كل مرة ألاحق أحدا لأطلب النجدة لزوجي لأن الأكسيجان وصل 82… كل واحد يقول مش تابعني مش خدمتي وبالأخير تفضلت واحدة وأجابتني بكل حدة أحمد ربي 82 غيره 60 أو 50… إلي تستجديه وتطلب معونته يكش وينش في وجهك ولا يتوقف حتى ليسمعك… الكل يجري ويجروا علاش لا أعرف…
وسط كل هذه المعاناة ريت وجه مألوف رغم تغيرات السنين جارة لنا سابقا ونحن شباب يعني بنت حومة وتعرفنا جيدا قوتلها يفرحك منال منجي تاعب وما لقيت اشكون نكلم لم ترفع وجهها عن جهاز الكمبوتر تتظاهر انها مشغولة ومضغوطة وقالت “يستنى”.
– بالأخير غادرت القسم وأخذت بكيت من القهر من العجز من الحقرة من القسوة من كذب المسؤولين لا شيء حقيفي يصرحون به كله كذب ومغالطة الحقيقة الوحيدة في ذلك القسم هي الموت.»
شارك رأيك