إن احتفى المعرض الوطني للكتاب التونسي في دورته الثالثة بيوم المسرح ويوم الرواية ويوم المؤرخ ويوم القصة ويوم الشعر، فإنه خصّص يوم السبت 26 جوان 2021 لتسليط الضوء على “يوم الكتاب الفني الفاخر” في رئاسة للأستاذة ليندة عبد اللطيف ومشاركة المبدعين علي اللواتي وحسين التليلي وعلي الزنايدي إلا أنّ الوضع الصحي الحرج بسبب الكورونا وقرارات الحجر الصحي الشامل في عدد من الولايات حالت دون قدوم هؤلاء الضيوف باستثناء الفنان التشكيلي علي الزنايدي الذي حضر في الموعد في لقاء مباشر مع الحضور والجمهور.
في مداخلة بعنوان “تجربتي في كتابي” تحدّث الفنان علي الزنايدي عن إصداره لكتاب فاخر الورق والطباعة سنة 2015 قصد توثيق مراحل من مسيرته الفنية التي تجاوزت 50 سنة من الرسم والإبداع.
يتضمن هذا الكتاب 120 صفحة وأكثر من 100 صورة لنماذج من لوحات تؤرخ لجماليات متنوعة في ملء بياض اللوحة تتراوح ما بين التجريب والواقعية والكولاج… وقد أفاد علي الزنايدي أن كلفة كتابه تطلبت مبلغ 20 ألف دينار كما كلفه معرضه الاستيعادي الذي انتظم بمناسبة صدور هذا الكتاب في فضاء قصر خير الدين 20 ألف دينار إضافية، إلاّ أنه لم يتلق كدعم من وزارة الثقافة سوى مبلغ 10 آلاف دينار بالرغم من اضطلاعه سابقا بخطة مدير إدارة الفنون التشكيلية ومستشار لدى الوزارة !
من الطفولة إلى الصبا إلى الكهولة، أطنب الرسام علي الزنايدي في بسط محطات حياته و بدايات شغفه وولعه بفن الرسم. وعن مصادر إلهامه في إبداع لوحاته قال هذا الفنان أنه يستمد مواضيعه من تفاصيل طفولته التي لا تغيب عن ذاكرته مهما تقدم في السن، وأيضا من بيئته التي نشأ فيها بين أزقة باب الجزيرة في تنوع للأعراق والثقافات والعادات…
كما كان جسد المرأة حاضرا بقوة في لوحات الزنايدي في دلالة على الحب والخصب والوطن. وقد أكد الفنان علي الزنايدي أن الرسم من أهم أسباب حياته وأنّ حياته لا تستقيم خارج تونس التي يعشقها بجمالها وقبحها، جنّتها وجحيمها… ويري هذا الفنان أنّ الفن التشكيلي ليس موهبة فذّة فحسب بل يجب أن يترجم موقفا تجاه السياسة والدين والمجتمع وأن يحمل رسالة وقضية.
شارك رأيك