لا صوت يعلو فوق صوت معركة مقاومة الكوفيد و إنقاذ الأرواح. اليوم تعرف أغلب الولايات نسبة تحاليل إيجابية تفوق الثلث من مجمل التحاليل بما يعني أن العدوى على أشدها بما سيرفع من عدد الإصابات و الوفيات بطريقة جنونية لا قدر الله. هذا يؤكد أننا خسرنا معركة الوقاية مما يجعل أي إجراءات طبية مهما كانت ضخمة عاجزة عن تحمل نسب عدوى مرتفعة و قد رأينا هذا في بلدان متطورة خلال الموجة الأولى، وفق تدوينة نشرها مساء اليوم الاثنين 28 جوان 2021 وزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي، و يضيف ما يلي:
هذا الوضع يقتضي ضرورة السيطرة على العدوى و ربح معركة الوقاية من جديد و إلا فإن الجائحة ستعصف بنا و لا تزال تحتفظ بالكثير من المفاجآت السلبية لا قدر الله.
أولا لي رجاء من مجلس نواب الشعب أن يؤجل الجلسة المقررة اليوم و الخاصة بمناقشة عدم إمضاء رئيس الجمهورية لقانون المحكمة الدستورية و تركيز الجهد على المسألة الصحيةالتي تقتضي إعلان التعبئة العامة ضد الكورونا و اتخاذ العديد من الإجراءات من مثل:
1) إعلان الحجر العام لمدة أسبوعين و ذلك للحد من قوة العدوى بصورة ملموسة تليها فترة حجر موجه يتم خلالها تطبيق إجراءات الوقاية الفردية و الجماعية بصورة صارمة بالتبعية و التحسيس و بقوة القانون
2) إعادة الإعتبار للجنة العلمية و إعادة تشكيلها على أسس منطقية و إعطائها دورها كاملا في قيادة المعركة علميا
3) إعلان الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على كل هذه الأرواح التي فقدناها بسبب الكوفيد و لا نزال
4) إعادة تشكيل غرفة عمليات مركزية بالعوينة من كل الوزارات المعنية و غرف جهوية و محلية تتبعها و تتمثل مهمتها أساسا في تطبيق القانون و الاجراءات الخاصة بالوقاية و التدخل الفوري لإنفاذ القانون، و المساعدة في تأمين توزيع المساعدات الاجتماعية و التدخلات الصحية و المعالجة الميدانية لأي أزمات أو أوضاع صعبة تطرأ
5) اجتماع الحكومة مع كل السلطات و الجهات المالية لرصد ألف مليون دينار بأي طريقة كانت لتمويل اجراءات الحجر العام و لمعالجة آثاره السلبية على الفئات الاجتماعية الهشة و توفير أدوية الكوفيد والتجهيزات الضرورية مثل أجهزة الأوكسيجين
6) فتح مستشفيات ميدانية في كل مركز ولاية و في كل معتمدية كبيرة أو نائية لا تقل طاقة استيعاب كل واحد منها عن الثلاثين سريرا يتم تجهيزها بالتبرعات العينية للمواطنين(سرير، وسادة، حسابات، متاحف…) و يتم تجهيزها طبيا من قبل الدولة من ألالف مليار المرصودة و أؤكد خاصة على استجلاب ما لا يقل عن ثلاثة آلاف جهاز اوكسيجين من الخارج فقيمتها لا تتجاوز خمسة ملايين دينار( هذا ما أفادني به أحد إخوتنا المقيم بالخارج و الذي تمكن، مع جمعيات التونسيين بالخارج، من جمع تبرعات و اقتناء 125جهاز اوكسيجين ستصل خلال ايام الى تونس ان شاء الله) و تعبئة المتطوعين بكل اصنافهم للمساعدة في إدارة هذه المستشفيات.
7) بذل جهد استثنائي لاقتناء التلاقيح و تفعيل كل السبل الكفيلة بذلك
غير هذه الإجراءات كثيرة يمكن اتخاذها من قبل الهيئة الوطنية لمقاومة الكورونا التي يجب أن تبقى في حالة انعقاد دائم الى حين تحسن المؤشرات.
إن نجاح هذه الاجراءات تقتضي انخراط كل المسؤولين نوابا و وزراء و ولاة و بلديات و معتمدين و مجتمع مدني و عمد و… و هذا يقتضي قدرة تنظيمية هائلة لن تنجح بدون غرفة عمليات.
لقد كان بالامكان ابلاغ هذه الرؤية الى السيد رئيس الحكومة مباشرة، و هو الذي يجيبني بالهاتف كلما طلبته، فقصدي هو تحسيس الناس بخطورة الوضع فيساهموا في نجاح الاجراءات و لا يعترضون عليها و يتفهمونها
في أثناء ذلك لا بد من حل الأزمة السياسية للبلاد بدءا بالملف الحكومي على أساس التنازل من اجل الوطن و الشعب و هو ممكن خلال ايام فقط لو صدقت النوايا
حفظ الله تونس و شعبها.
شارك رأيك