الأديب و الشاعر القيرواني كمال العيادي الكينغ يتوجه اليوم السبت 3 جويلية 2021 ببرقية الى محسن مرزوق رئيس حركة مشروع تونس يقول له فيها ما يلي:
برقيّة إلى الرّفيق محسن مرزوق: حين تتخفّى الأسود في الجُحور. وتزأر الخرفان في الغاب وحدها وتمُور. ويغطس اليسار في الكراسي والشّحوم والقشور…وتتجدّد خلايا سرطان اليمين القديم، وبكل بهتان تدعو الشباب ان يستردّ قيوده المُهينة ويثور !!..حين يتقدمّ الذيل على قرقوشة الرّقبة ويطول…وتتعطّل المدارس لنقص التموين، ويلوذ الشّعب بالصّمت المقيت أو بالأنين والوجع الدّفين، وتنبت مئات المآذن و المنابر الجديدة من الرّخام، بديون نفطيّة ومرعبة من رصيد الجيل القادم من البنين وممّا سيحتاجه من الخبز والماء، فقط لاستجداء الخلاص من فتق المَجاز و رتق أساطير السّماء، ويصبح الرّئيس المُحنّط مُهرّجًا ثقيل الدّم، يتنفّس وكأنه منذ ألفٍ عام يموت، وينطّ القردة في أروقة مبني البرلمان القديم وهم يتراشقون بالنّوى وعُوينات الهواتف والتّوت…فتأكّد أنّه زمن الزّيف والزّور والتضليل والبهتان وغصّة الذًل الأمرّ من حنظل الموت…ولكن، لا تيأس الآن أبدًا، فقد آن الأوان ربّما يا رفيق…لا تيأس الآن تحديدا ولا تستسلم للقنوط، فاليأس الآن أبشع وأرذل الخيانات الخسيسة، اثبت مكانك وهات عينيك، ان خانتا، امسحهما لك في منديلي، حتّى لا ترى دمعتك. ولا يرى ضعفك أحد غيرى، ثمّ قُدْ خطاي نتظاهر معا خارج هذه المقاهى الكئيب، فقدمى تخونني يا رفيق، وبي وَهَنٌ مثلك أيضا، وبي عصر من الغُصّة والضّيق. لكنّ العلامات هناك فقط، وحيث كانت كلّ الوقت وستبقى، على جانبي ذاك الطّريق، حيث لا فرق بدفاتر الشّهداء والتّاريخ القديم والجديد، ما بين الموت على الرّصيف مُحتجًا وأنت تصطكّ من شدّة الصقيع، أو الموت صارخًا، وسط الدّخان و لهيب الحريق، من هنا يا رفيق، من ميونيخ، أشدّ على يديك بقوّة وأحيّيك وأرفع كأسي ورأسي نخبك ونخب تونس الحبيبة ….( كمال العيادي الكينغ)
شارك رأيك