ما قام به الصحبي صمارة وسيف الدين مخلوف في البرلمان مُدان بأشدّ العبارات و ما كانت تقوم به عبير موسي من شهور هستيريا غير مقبولة واستفزاز غير مبرّر… و إن كان ما تفعله لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يبرر العنف الجسدي الذي تعرضت له من طرف هذين النائبين. لذلك على جميع النواب الاستقالة من المجلس فقبة البرلمان طاهرة و هم من نجّسوها.
بقلم فوزي بن يونس بن حديد
قبة البرلمان للشعب وهم للأحزاب جعلوها
قبة البرلمان للتشريع وهم للصفع والركل والخصام عنونوها
قبة البرلمان لبحث أوضاع الناس وهم بالغمز واللمز أفسدوها
كل النواب يستقيلون
كل النواب فاسدون
كل النواب لا قيمة لهم أمام الشعب التونسي اليوم
اتركوا قبة البرلمان لغيركم فلعل يأتي من بعدكم من هو أفضل منكم
يعرف قيمة تونس وقيمة الوطن وقيمة الشعب
فعلا ما يحدث في تونس مأساة كبيرة في السياسة والاقتصاد والصحة وفي كثير من المجالات
لم نعد نثق بالسياسة عنوانا مع هؤلاء الأشخاص الموجودين على الساحة
لا نريد الانتخابات التي تفرز مثل هذه العناصر المشوّهة للديمقراطية
لا نريد رئاسات ثلاثا في بلد لا يعرف الديمقراطية
لا نريد ديمقراطية معوّقة أو مشوهة أو لديها إعاقات في كل مكان من جسدها
لا نريد أن نرى ما رأيناه من عنف لفظي وجسدي من الرجل للمرأة و من المرأة للرجل
هل كُتب لتونس أن تعيش هذه المأساة؟ هل كُتب لتونس أن تمرّ بهذا البلاء؟
ما الذي حدث بعد الثورة؟ أين العقلاء والأحرار والوطنيون؟ أين من كان في قلبه ذرة حب لهذا الوطن؟
كيف لا يظهر إلا المشوهون في وسائل الإعلام؟ ماذا يجب على تونس أن تفعل حتى تخرج من محنتها؟
إن هذا لمكرٌ مكرتموه لتونس أيها المنافقون الذين يريدون أن يعبثوا بالدولة
إن هذا لسحرٌ سحرتم به تونس الجوهرة التي بدأت منها الديمقراطية الحقة
إن هذا لكذبٌ كذبتموه على الشعب حين أردتم أن ينتخبكم نوابا محترمين
تعرّت جميع الخطوط، وبانت جميع الوجوه، ولم يعد لتونس إلا الله تعالى أن يحميها من الفاسدين والمنافقين والعابثين
تونس اليوم تحتاج إلى أبنائها وبناتها الأحرار
تونس تحتاج إلى هيكلة جديدة في الصحة والاقتصاد والتعليم
تونس تحتاج إلى إرادة قوية وجُرأة كبيرة وسند دائم
تملك من الخيرات ما يجعل الشعب التونسي يعيش في رغد من العيش
تملك من الكفاءات ما يصنع رجالها العلم والاكتشافات والابتكارات
تملك من القوة ما يجعلها قوة إقليمية في القارة الافريقية
تملك من الطبيعة ما يؤهلها أن تكون قِبلة للسياح من جميع أنحاء العالم
إلى ماذا تفتقر هذه البلاد الجميلة الفاتنة، إنها تفتقر إلى رجل يمسكها ويمسّك بالدستور
تحتاج إلى من يفهمها ويفهم شعبها ويأخذ بيدها
بعيدا عن المزايدات
بعيدا عن التجاذبات
بعيدا عن الحسابات الضيقة
بعيدا عن العمالة الرخيصة
بعيدا عن التبعية المفرطة لفرنسا وبريطانيا وأمريكا
تونس مُباعة كما قال أحد المسؤولين الأوروبيين الكبار في حديث خاص
تونس منذ الاستقلال لم تعرف الاستقلال
تونس الدولة التي ينبغي أن تكون مستقلة حتى تستطيع أن تهتم بشعبها
فلنراجع الاتفاقيات
ولنراجع الصفقات المشبوهة
ولندقق في ثروات تونس المنهوبة
ولنحاسب المقصرين
ولنعاقب المجرمين
عندئذ سوف تهنأ تونس وتخرج من عنق الزجاجة
حينئذ تستطيع تونس أن تقرأ المستقبل بعيون واثقة
وبعدئذ تستطيع تونس أن تحرز مراكز متقدمة
ولا نبكي على المستقبل كما نبكيه اليوم
ولا نتأذى بجرائم نحن في غنى عنها
ولا نلقي بشبابنا إلى التهلكة لأنهم ثروتنا
ولا نرمي بقدراتنا في بحار المجازفة
إننا اليوم أمام مفترق طريق ونحن الذين نصنعه
واجعلوا الصندوق القادم صندوق محاسبة على ما اقترفت أيادي هؤلاء النواب وأمثالهم في حق تونس
لا تتركوا للهوى منفذا ولا للطمع مسلكا
انتخبوا الأقدر والأفضل والأحسن والأثقف والمتخلق الذي يعرف كيف يعامل الدولة والإنسان
بعدها لكل حادثة حديث
شارك رأيك