يبدو أن التوجه القادم لحركة النهضة التي تحكم تونس منذ 2011 و أدت بها اليوم إلى حافة الإفلاس سيكون نحو تكوين حكومة سياسية برئاسة التكنوقراط هشام المشيشي، خريج المدرسة العليا للإدارة. هذا على الأقل ما دعت له الحركة الإسلامية التونسية اثر اجتماع مجلس شوراها الأخير.
بقلم مرتجى محجوب
حقيقة في تونس تشاهد العجب العجاب في كل المجالات و القطاعات و ليست السياسة باستثناء.
فبعد النظام السياسي الهجين الذي لا هو برلماني و لا هو رئاسي، هاهي بدعة جديدة يمكن أن ترى النور في الأيام القليلة القادمة : هي بدعة حكومة لا هي تماما سياسية و لا هي حكومة إداريين و تكنوقراط…
النتيجة بطبيعة الحال و منذ الآن ستكون الفشل الذريع الذي عودنا عليه الإسلاميون في كل ما يقومون به أو يعلنون عليه من بدع و لن تخدم سوى من يسعى إلى الدخول الحكومة بعد أن غادرها بدعوى حكومة مستقلة لا يمكنها أبدا أن تتجسد و تنجز على أرض الواقع و إن مرت شكلا و صادق عليها البرلمان.
فما معنى أن يترأس إداري من درجة ثانية يفتقد إلى أدني متطلبات الحكمة والكاريزما السياسييتين حكومة مكونة من وزراء ينتمون لأحزاب ؟ فهل سيطبق برنامجه الشخصي أم برنامج الأحزاب الحكومية ؟
و في هاته الحالة الأخيرة، لماذا لا تترأس الحكومة شخصية تنتمي للحزب الفائز و ليتحمل كل طرف مسؤولياته أمام الرأي العام أم أن حزب النهضة يريد أن يواصل الحكم دون أن يتحمل مسؤولية الحكم أو بالتفصي منها و عدم الاعتراف بالفشل وهذه الحكومة الهجينة مما لا شك فيه ستفشل مثلما فشلت كل سابقاتها ؟
أيتها النهضة، ألا يكفيك ما وصلت إليه وضعية البلاد على كل الواجهات حتى تواصلي في إنتاج الخزعبلات و التهرب من تحمل مسؤولية الحكم أو إرجاع الأمانة بكل فخر و اعتزاز
أم أنك تفضلين إعلاء مصلحة الحركة على مصلحة الوطن الجريح و الذي يعاني مواطنوه من شتى أنواع الويلات ؟
دوام الحال من المحال، و لعلها هبة شعبية ستحسم الجدل و “الهزان و النفضان” الذي طال و دمر البلاد و أفلس العباء و جاء على ما تبقى لهم من أمل…
شارك رأيك