في التدوينة التالية التي نشرها على صفحته الفايسبوك، الكاتب يدعو كل القوى السياسية في تونس إلى الانخراط “جميعها وبدون أي حسابات في مسار إنقاذ عاجل لهذه الدولة المنكوبة ونجدة هذا الشعب المسكين”.
بقلم الصحبي بن فرج *
نحاول أن نلخص الموضوع في سطرين. أولا، آخر أوت سيكون عندنا 20 ألف قتيل بالكورونا، وليس هناك أي خطة وطنية لتلقيح ثلاثة إلى خمس ملايين تونسي قبل حلول الخريف الذي قد يأتينا بموجة سادسة أشد فتكا. ثانيا، شهريات وجرايات شهر أوت ناقصها 700 مليار يجب اقتراضها من السوق الداخلية أو طبع المزيد من العملة.
في أوت أيضا مخزون العملة الصعبة سيتآكل بمقتضى حلول آجال سداد ديون خارجية مستحقة، وبالتالي سيصعب كثيرا توريد الدواء والغذاء والمحروقات.
بدون تحامل ولا مجاملة، هذه الملفات تلخّص حصيلة الحكومة الحالية وهي تتحمل مسؤوليتها وشركاؤها وحلفاؤها بنسبة 90٪ أو أكثر، ولقد بدأ فعلا موسم التنصل وانطلق قطار التخلص منها تصريحا بعد أن كان همسا وتلميحا.
الطوفان قادم و باش يرحل بيهم الكل
بكل ودّ واحترام، وهدوء ولطف، المسؤولية الوطنية وحتى الانسانية تُحتّم على هذه الحكومة العاجزة عن إدارة الدولة والتصرف في الأزمة، أن تترك مكانها لمن يستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهذه الجملة الأخيرة تعني حكومة تعرف كيف تتفادى مقتل الآلاف من التونسيين وتحاول أن تمنع الخراب وإفلاس عشرات وربما مئات الآلاف من التونسيين، والمسؤولية الوطنية والدينية والسياسية والإنسانية تقتضي من جميع الأحزاب والكتل والرئاسات أن تنخرط جميعها وبدون أي حسابات في مسار إنقاذ عاجل لهذه الدولة المنكوبة ونجدة هذا الشعب المسكين.
نعرف أن الاستجابة لهذا الرجاء شبه مستحيلة وربما مستحيلة أصلا، أما شكون يعرف؟ ربما يخدمو مخاخهم ؟ بالكشي يفهمو أنو هكّا والا هكّا الطوفان قادم و باش يرحل بيهم الكل…
* نائب سابق – طبيب مختص في أمراض القلب و الشرايين.
شارك رأيك