في البيان التالي الذي وصلنا اليوم الإثنين 19 جويلية 2021 والممضى من طرف الكاتبة العامة للنقابة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الاستشفائيين الجامعيين أحلام بالحاج والكاتب العام للنقابة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الصحة العمومية نور الدين بن عبد الله، مهنيو الصحة العمومية يدقون ناقوس الخطر من الضرر الذي لحق المنظومة الصحية العمومية و ينددون بتقصير الحكومة في دعم القطاع الصحي في مواجهة الكارثة وتحمل تبعات فشل السياسات الصحية المتبعة.
على إثر الوضع الكارثي الذي تردت إليه المنظومة الصحية العمومية نتيجة التفشي المهول لجائحة كورونا وعجز الهياكل الصحية على استيعاب الأعداد الغير مسبوقة من المرضى إضافة إلى حالة الإنهاك الشديد والاستنزاف الذي يعاني منها مهنيو الصحة في مستشفياتنا، فإن نقابات الأطباء بالاتحاد العام التونسي للشغل تتوجه إلى الرأي العام الوطني وإلى مهنيي الصحة بهذا البيان من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة للخروج من هذه الأزمة الصحية بأخف الأضرار.
إن النقابة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الاستشفائيين الجامعيين والنقابة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الصحة العمومية تعبر على:
– تعازيها الخالصة لعائلات شهداء القطاع الصحي الذين قدموا أرواحهم خلال أداء واجبهم المهني، كما تترحم على أرواح المواطنين الذين سقطوا جراء هذا الوباء اللعين.
– إكبارها لدور مهنيي الصحة وتضحياتهم الجسام في مواجهة الوباء رغم ما يعانيه القطاع من نقص فادح في الموارد البشرية والمادية وفي وسائل الحماية ورغم العنف الجسدي والمعنوي الذي يتعرضون له كل يوم في أماكن عملهم.
– دقها ناقوس الخطر من الضرر الذي لحق المنظومة الصحية العمومية، جراء الاستنزاف الحاد للموارد البشرية، والعجز المالي الكبير للمستشفيات العمومية التي راكمت الديون وباتت عاجزة على توفير الإمكانيات اللازمة لمواجهة الوباء. حيث بلغت مستحقات القطاع العمومي للصحة لدى الصندوق الوطني للتأمين على المرض إلى موفي ماي 2021، مبلغا قدره 1407 مليارا من المليمات موزعة بين 980 مليارا للمستشفيات العمومية و427 مليارا للصيدلية المركزية. كل هذه المعطيات تؤشر بوضوح إلى تقصير الحكومة في دعم القطاع الصحي في مواجهة الكارثة وتحمل تبعات فشل السياسات الصحية المتبعة.
كما نحمّل السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية برئاساتها الثلاث المسؤولية كاملة في فشل نتائج الحملة الوطنية للتلقيح نتيجة تقصيرهم في استجلاب الكميات اللازمة من الجرعات واعتمادهم الوعود الزائفة والهروب من المسؤولية مما جعل المواطنين يواجهون هذه الموجة الجديدة دون حماية ما أدى إلى الارتفاع المهول لأعداد الوفيات اليومية جراء هذا الوباء. إن ما يمر به القطاع الصحي من أزمة حادة نتيجة للوضع المتردي للمنظومة الصحية العمومية التي طالما حذرت منه نقابات القطاع وحصيلة منطقية لغياب الإرادة السياسية للبدء في إصلاح جذري للمنظومة الصحية وتنصل الحكومة من رصد التمويلات اللازمة لذلك، وليس أدل على ذلك من تنكر رئيس الحكومة لتعهداته في الشروع الفوري في الإصلاح وبعث الهيئة العليا لإنقاذ المنظومة الصحية العمومية التي التزم بها إبان يوم الغضب الوطني الذي نظمته نقابات القطاع إثر وفاة الشهيد بدر الدين العلوي في حادثة المصعد بمستشفى جندوبة.
وأمام خطورة الوضع الوبائي الذي تمر به بلادنا فإننا:
– نشد على أيادي مهنيي الصحة وندعوهم لمزيد رصّ الصفوف والتعاون وبذل التضحيات في سبيل انقاذ المواطنين رغم صعوبة الظروف المهنية، وهم الذين جبلوا على البذل والعطاء وإنكار الذات. كما نعلمهم أن تحميل المسؤوليات للأطراف التي أوصلت القطاع لهذا الوضع قادم لا محالة.
– ندعو جميع المواطنين والمواطنات إلى تطبيق البروتوكولات الصحية وحماية أنفسهم والالتزام الفعلي بقواعد التباعد الجسدي.
– نطالب السلطة مواصلة الجهود لتوفير التلاقيح في أقرب الآجال كما ندعو الحكومة الى تخصيص الإمكانيات اللازمة لفائدة المستشفيات وتكفل المصحات الخاصة بنفقات بعض مرضى الكوفيد.
– ندعو إلى التعامل الجدي مع الإجراءات المقترحة من اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا.
– نحيي هبة المجتمع المدني وندعو إلى التعبئة العامة لكافة التونسيين والتونسيات للمساهمة في معاضدة مهنيي الصحة والتضامن مع كافة المرضى.
شارك رأيك