الجيش الوطني هو تقريبا المؤسسة الوحيدة إلى جانب الأمن الوطني التي لا زالت في أعلى مستويات الثقة عند الرأي العام في تونس، فقد هب جنود مؤسستنا العسكرية العريقة لنجدة المواطنين و المواطنات عبر تمكينهم من التلقيح ضد فيروس الكورونا على عين المكان، و حيثما كانوا في الأرياف التائية والجبال و المناطق الصحراوية.
بقلم مرتجى محجوب
هؤلاء الجنود و الإطارات العسكرية على اختلاف رتبهم، و خاصة منهم الأطباء، هم فخر هاته البلاد و عزتها و مناعتها على مر التاريخ، لا تسمع لهم ثرثرة و لا مطالب و لا صراخ، فقط الانضباط و الجدية و الوطنية في أبهى تجلياتها العملية و الواقعية.
جنود يعملون في صمت و في الجبال و المرتفعات و المناطق النائية و على كل شبر من تراب الوطن العزيز، بالليل و النهار و على امتداد العام، في كل الظروف المناخية و بالإمكانات المتوفرة، دون مطلبية مجحفة أو صراخ أو جدل، مثلما نراه من حين لآخر في مختلف المؤسسات والأسلاك الأخرى التابعة للوظيفة العمومية.
و فيما ترتفع أصوات غير مسؤولة لتطلب من الجيش الوطني أن يتدخل لإيقاف نزيف الفوضى السياسية العارمة التي أوصلت البلاد على حافة الإفلاس، تعبيرا عن يأس من قدرة القوى السياسية بمختلفها على إخراج البلاد من الأزمة الشاملة التي يعاني منها منذ أكثر من عشر سنوات والتي ما انفكت تتفاقم يوما بعد يوم، فإن الجيش الوطني يظل غير معني بمثل هذه النداءات لأنه مؤسسة جمهورية لا يتدخل في الشؤون السياسية، بل يكتفي بحراسة الحدود و المنشآت و السهر على أمن التونسيين و التونسيات، مثلما دأب عليه منذ نشأته على يد الزعيم الوطني الكبير الحبيب بورقيبة،
أيها الجنود البواسل حيتما كنتم لكم منا في هذا العيد و كما عودناكم دائما كل مشاعر التقدير و الاحترام و كل عام و مؤسساتنا العسكرية و الأمنية بألف خير و ثبات.
شكرا و ألف شكر.
شارك رأيك