أمام الفوضى التي تميز أعمال حكومة هشام المشيشي و الفوضى السياسية العارمة في البلاد منذ تولى السلطة في تونس عام 2011 من طرف حركة النهضة الإسلامية و حلفائها، يتساءل التونسيون، وهم على حق، إلى متى سنواصل تحمل هذا العبث و الاستهتار على أعلى مستويات الدولة و خصوصا اذا تعلق الأمر بجائحة بحجم الكورونا ؟
بقلم مرتجى محجوب *
يؤسفني أن أعود في هذا المقال إلى أبجديات حسن التصرف و أخذ القرارات سواء السياسية أو حتى التسييرية منها على رأس المؤسسات الاقتصادية مع الأخذ بالاعتبار للظروف والمعوقات والفوارق و الخصوصيات… و أراني، أمام القرارات الحكومية الخاطئة المتتالية و المتعلقة بحوكمة أزمة الكوفيد، مدفوعا إلى التذكير بمبدأ “Gouverner c’est prévoir” (الحوكمة توقع).
فبعد أن دفعنا الناس في فترة ماضية و تحديدا قبل موعد عيد الفطر إلى ازدحام شديد على وسائل النقل العمومي خلال فترة زمنية مقيدة، ها نحن نكرر نفس الخطأ عبر الإعلان عن فترة تلقيح مفتوحة خلال يومي العيد عبر عدد من المراكز لن يكفي حتما لاستيعاب الألاف من المواطنين و المواطنات الذين و رغم كل شيء قد برهنوا عن وعي و قناعة و رغبة شديدة في التلقيح مهما كان الصنف و بالتالي حماية أنفسهم و عائلاتهم و المجتمع ككل.
أيها المسؤول، عليك قبل أخذ أي قرار أن تفكر مليا في العواقب و النتائج و لا بأس في هذا الإطار بل لا بد أن تستشير أهل الذكر، و كما هو متعارف عليه في قواعد حسن التصرف، فإن المسؤول و المسير الناجح هو من يحيط نفسه بمستشارين محنكين…
لكن السؤال الملح اليوم هو إلى متى سنواصل تحمل هذا العبث و الاستهتار على أعلى مستويات الدولة و خصوصا اذا تعلق الأمر بجائحة بحجم الكورونا عافانا و عافاكم الله ؟
* أستاذ في التصرف و إطار بنكي.
شارك رأيك