هذا النص الساخر المليء بالإيحاءات و الإحالات الضمنية للواقع السياسي البائس السائد اليوم في تونس يجب أن يقرأ في الدرجة الثانية كما يقال باللغة الفرنسية حتى تكتمل كل معانيه في ذهن القارىء.
بقلم فتحي الهمامي *
“أمراء الفٌرقة (…) الذين ما بين فشل ووكل” حسب وصف ابن بسّام لملوك الطوائف زمن الأندلس، كنت أحْسِبُ أنهم ثلاثة فقط: إثنان يتخاصمان على قيادة ديوان التنفيذ، وثالث كان انتدب في ديوان التشريع لرئاسة 217 شخصا ولكن أظهر أنه لا يحسن ترك ما لا يعنيه. ولكن هناك رابع أنستني زحمة كوارث الكوفيد (إياه) لولا أنه فَرْقَعَ (كعادته)։ “أنا موجود “. ومن غيره سوى ذلك الفاتح الحاكم بأمره في إمارة المكرمة. إذ خرج حاملا سيفه مزمجرا: “أنا لها الكوفيد سأقهرها وأحمي شعبي من كيدها “. وتقدم إلى شعبه بالأمر التالي: “القَيْدُ أو القَيْدُ”.
حدوتة العيد : رئيس رابع للخضراء أو قل خامسا !
أما خامس الأمراء في بَرّ الخضراء، بالمثل لا يُرَدُّ له أمر في مقاطعته، فليس أميرا مستترا من فرقة الاسماعيلية كما يذهب بكم الظن ولكنه هو هكذا يحب أن يكون في ظل شيخه الأكبر بما أنه أيضا برتبة شيخ. أو قل برتبة شيخة حرصا على العدل والقسط.
وقد أظهر هذا الأمير والحق يقال عنادا في صد الكوفيد حماية للبلاد. ف”السيدة الرئيسة” كما أحب أن يخاطبها سفير شقيقة للخضراء انتصبت واقفة بنفسها في قصر دولتها (ظهر نشاطها في نشرة الثامنة ليوم 16/07 مثلها مثل زملائها من الرؤساء) لتستقبل مساعدة الدول من يد ممثليها (منهم المحليين) ولتوزعها فيما بعد كما تحب وتشتهي دون حاجة إلى دواوين الخضراء.
تغنى يوما الهادي السملالي بهذه الكلمات الساخرة “يبارك في ترابك يا تونس … قداش تدلل وتجيب”.
* ناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.
شارك رأيك