في لقائه بالسيد اريك ماير نائب مساعد وزير الخزينة الأمريكي المكلف بإفريقيا والشرق الأوسط، محافظ البنك المركزي التونسي يؤكد إدراك جميع الأطراف الوطنية لحساسية الوضع الذي تمرّ به تونس ولأهمية استرجاع ثقة الشركاء الدوليين في الاقتصاد التونسي.
استقبل السيد مروان العباسي، محافظ البنك المركزي التونسي، يوم الثلاثاء 27 جويلية 2021 نائب مساعد وزير الخزينة الأمريكي المكلف بإفريقيا والشرق الأوسط، السيد إيريك ماير Eric Meyer، بمناسبة الزيارة التي أداها المسؤول الأمريكي إلى تونس لمواصلة المحادثات بخصوص آفاق الانتعاش الاقتصادي بتونس وسبل دعمها. ودار اللقاء بحضور كل من السيد دونالد بلوم Donald Blome سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى تونس وممثل عن وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج.
وتعرض هذا القاء بصفة خاصّة إلى مسار الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي تعتزم السلطات التونسية وضعها والانطلاق في تنفيذها في الأشهر المقبلة وأهم مستجدات المشاورات مع صندوق النقد الدولي.ذ
وفي هذا الصدد أوضح السيد مروان العباسي أن التنسيق جار وبصفة مكثفة بين كافة الأطراف التونسية الفاعلة بما في ذلك المكونات الاجتماعية بهدف التسريع بوضع خطة إصلاح اقتصادي واقعية تمكن من النأي ببلادنا عن مخاطر تواصل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة.
وأعرب محافظ البنك المركزي التونسي عن أمله في التوصل وفي أقرب الآجال إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي وبالتالي إقرار برنامج تمويل جديد، مؤكّدا إدراك جميع الأطراف الوطنية لحساسية الوضع الذي تمرّ به تونس وخاصة أهمية استرجاع ثقة المؤسسات الدولية المانحة والمستثمرين الأجانب في الاقتصاد التونسي.وبين أن البنك المركزي التونسي سيواصل الاضطلاع بدوره وتحقيق المهام المناطة بعهدته في مساندة الاقتصاد التونسي. وبين أن السياسة النقدية التي انتهجها في السنوات الأخيرة مكنت من تحقيق مؤشرات إيجابية منها التوجه نحو استقرار الدينار التونسي والتحكم في نسبة التضخم المالي.
وبالتطرق إلى آثار جائحة كوفيد-19 على الاقتصاد، أشار السيد مروان العباسي إلى الدور الذي لعبه البنك المركزي التونسي لتوفير التمويل للمؤسسات الاقتصادية التونسية لمواجهة انعكاسات الأزمة الصحية، ولدفع التمويل في القطاعات الحيوية المنتجة. وشدّد في هذا الصدد على أهمية مزيد دعم الدول الصديقة لجهود تونس في مواجهة هذه الجائحة غير المسبوقة، مبينا أن الترفيع في نسق حملة التلقيح يمثّل أولوية قصوى على كافة المستويات سواء الصحية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.ذ
وفي معرض حديثهما عن تطورات الوضع الاقتصادي الدولي والإقليمي، أعرب المسؤولان عن أملهما في عودة الاستقرار بصفة نهائية إلى دولة ليبيا الشقيقة واستعادة نسق التعاون الاقتصادي بين تونس وهذا الشريك التاريخي الأساسي، بما يعود بالرخاء والاستقرار على كافة المنطقة.
وجدّد السيد Eric Meyer من جهته استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لدعم المساعي التونسية لا سيما لدى المؤسسات الدولية المالية، مؤكدا في المقابل على ضرورة التعجيل في استكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لتفادي تفاقم الأزمة الاقتصادية في تونس والتي زادتها انعكاسات الجائحة الصحية حدّة وتعقيدا.
شارك رأيك