عجيب أمر هؤلاء المتقوّلين والأكثر عجبا حديث بعض أولئك الذين يُشيعون اليأس والإحباط تحت غطاء روح القانون. لقد تعذّر عليهم تلّمس معاناة الناس وملامسة همومهم وأوجاعهم وتكرّموا على الشعب التونسي بهذه القراءات التي تفرّق و لا تجمع، تبدّد ولا توحّد. ليس في صالح البلاد البتّة ارتفاع مثل هذه الأصوات التي لا تعرف معنى النزول للميدان وعلى أرض الواقع والاستماع لمشاكل المواطن. لتسكت أصوات النشاز فالشعب التونسي لا ينسى ولا ينطلي عليه الادعاء…
بقلم العقيد محسن بن عيسى *
ما هو الجديد المقدّم باسم الفصول والنصوص وما بين السطور؟ أليس تأويل النص هو منهج قانوني يتم البحث فيه عن مداه كما هو البحث عن النتائج التي يمكن أن تترتب عليه عند تطبيقه؟ أين فقه الواقع وأثره في الاجتهاد؟ هل أقلقهم إيقاف معاول الهدم؟ هل أزعجتهم مفاجئة الاستجابة لإرادة الشعب؟ ألم يحن لتونس أن تنهض وتخرج من هذا النفق المظلم الذي وُضعت فيه أو سارت إليه بنفسها؟ أيرضيهم أن تصبح الدولة التونسية مثال للهشاشة والضياع والافتقار، والخنوع، والخضوع، والاستسلام؟ ألم يدركوا بعدُ أنّ التونسي يعيش حالة إحباط بفعل التراكمات من النكسات والأزمات منذ 2011؟
من السهل لديهم جعل الأبيض أسود والأسود أبيض، وطبيعي أن لا يستمعوا الى استصراخ دم شهدائنا من مناضلين وعسكريين وأمنيين لتلبية نداء الواجب والوقوف بالمرصاد لأعداء البلاد. لتسكت أصوات النشاز فالشعب التونسي لا ينسى ولا ينطلي عليه الادعاء.
لم يعد في الجسد التونسي مكان لجراح جديدة. لقد طفح الكيل وزاد عن الحد الطبيعي!
* ضابط متقاعد من سلك الحرس الوطني.
شارك رأيك