“تبعا لإصدار أمر رئاسي بإنهاء تكليفي بمهمة والي على ولاية زغوان ، يهمني أن أعرب عن احترامي التام للقرار الرئاسي ، واستعدادي لتسليم الأمانة فورا كما تقتضيه التشاريع والأعراف والتقاليد .
كما يهمني أن أعبر عما يلي .
أولا، أشكر الدولة والمسؤولين الذين منحوني ثقتهم للعمل في ثلاث ولايات هي على التوالي بنزرت في خطة معتمد أول، وتوزر وزغوان في خطة والي .
وأزعم أنني بذلت أقصى ما أستطيع خدمةً للوطن، ووفاءً بالعهود، وإبراءً للقَسَم .
ثانيا ، أوجه خالص التحايا لكل زملائي وأصدقائي في العمل حيثما عملت، على كل المستويات المحلية والجهوية والوطنية، في كل القطاعات والخطط والمستويات، نساءً ورجالاً ، وأقول لهم الآن كما كنت أقول لهم دائما : كل الحب، وكل التقدير والتوقير.
ثالثا ، تشرفت جدا بمعرفة كوكبة كبيرة من الطاقات والخبرات في ميادين الإدارة والقانون والتسيير، وأشهد من هذا الموقع أن في تونس خبرات قادرة على الإقلاع بالبلاد، رغم كل الظروف والمعوقات، وهذا عندي يقين صميم.
رابعا ، أعتبر نفسي صديقا لأغلب الطيف السياسي والفكري، عملت مع الجميع على قاعدة التفاهم والتفهّم، وعلى قاعدة إعلاء مصلحة الوطن العزيز .
خامسا، كما أعتبر نفسي جنديا في خدمة بلدي والمجموعة الوطنية، لن أبخل بأي جهد ، من أي موقع كان، ولو بكلمة لطيفة صادقة .
سادسا ، وأخيرا وليس آخرا ، تزامن إعفائي من مهامي في نفس اليوم الذي تم فيه الاحتفاظ بالنائب الجديدي السبوعي على خلفية شكايتين قدمتهما ضده على خلفية اتهامات باطلة في حقي.
وإذ عجز النائب عن تقديم أي دليل في هذا الصدد، فإنني أعلن هنا بملء إرادتي عن إسقاط حقي في تتبعه من أجل اتهامه الباطل، وأعتبر هذا الإعلان شهادة رسمية يعتمدها محامي ومحاميه لدى المحكمة، وسأسلمهم شهادة مكتوبة في الغرض إن أرادوا .
أغادر زغوان، والمسؤولية، راضي الضمير، واضعا نفسي في خدمة الوطن والشعب بما أستطيع .
وعاشت تونس حرّة أبيّة منيعة أبد الدهر .
صالح مطيراوي
والي سابق
شارك رأيك