في التدوينة التالية التي نشرها أمس الأحد 8 أوت 2021 على صفحته الفايسبوك و التي عنونها “قبل فوات الأوان” القيادي في حركة النهضة فتحي العيادي ما زال يتحدث بالميوعة الكاذبة التي عودنا بها الإسلاميون عن “العمل المشترك” و “التحرر من قيود الأيديولوجيا” و “المواقف المشتركة” و “العودة للديمقراطية” و “العودة للدستور”… متناسيا أن الدستور الذي يتحدث عنه هو السبب الأول في دمار تونس و لا يمكن عودة الديمقراطية إلا بدستور جديد و قانون انتخابي معدل و جمهورية ثالثة… لقد حان الوقت سي العيادي كي تعدل ساعتك أنت و إخوانك النهضاويون على ساعة الشعب التونسي… قبل فوات الأوان.
ارتبك الوعي بما حصل يوم 25 جويلية 2021 ويمكن تفهم ذلك وارتبكت أيضا المواقف منه… المسألة مرتبطة إلى حد كبير بالتحرر من قيود الايديولوجيا وما فرضته من استحالة للعمل المشترك ومرتبطة أيضا بالإيمان بالديمقراطية كأفضل الصيغ لمعالجة اختلافاتنا.
جاءت بعض المواقف مترددة تحركها الرغبة في الخلاص من خصم سياسي متجاهلة درس التاريخ ان الاستبداد لا يقبل بشريك مهما كان لونه وان الثور الأبيض لن يكون آخر ضحاياه، أكلنا يوم أكل الثور الأبيض.
بعض المواقف الأخرى حافظت على بوصلتها في الانتصار للخيار الديمقراطي والوقوف في وجه الانقلاب وتجاوز الدستور.
تلك هي بهتة اللحظة الأولى ولا يليق بمجتمع سياسي عريق ومجتمع مدني حر أن بهتته ويعجز عن صناعة مواقف مشتركة تقوم على الحد الأدنى الديمقراطي والمتمثل في عودة الديمقراطية إلى تونس والعودة للدستور.
إننا بحاجة اليوم وقبل ان نغرق في طوفان الديكتاتورية أن نصنع قارب نجاتنا ولن تكون هذه النجاة إلا بعمل مشترك يتجاوز التصنيفات الايديولوحية والحسابات الخاسرة التي لن تزيدنا إلا ضعفا وتشتتا.
مرة أخرى ننادي ونلح على الوطنيين من مثقفين ومحامين ورجال قضاء ومجتمع مدني وسياسيين لتعديل مواقفهم انتصارا للديمقراطية ووقوفا في وجه صور انتهاك الحريات العامة والخاصة والعبث بالدولة ومؤسساتها.
لا يليق بتونس إلا الحرية والديمقراطية.
لن يصنع الاستبداد مستقبلا لتونس.
شارك رأيك