متوجها للرأي العام و خاصة لأنصار قيس سعيد الذين، وفق رأيه، يتهكمون على حزب العمال الذي فقد من شعبيته، نشر أمينه العام حمة الهمامي ظهر اليوم الاثنين 9 أوت 2021 على صفحات التواصل الإجتماعي ما يلي:
“حذار من لغة “الفيروسات”و”المكروبات”…
في مناسبتين، الجمعة 6 أوت والأحد 8 أوت، وأمام إطارات عسكرية-طبية، استعمل قيس سعيد لغة لم يعتدها التونسيون والتونسيات في المعجم السياسي المتداول، وهي لغة لمن لا يعرف التاريخ مستقاة من معجم الفاشيين… لقد وصف قيس سعيد خصومه السياسيين، دون تحديد، “بالفيروسات” في مرة أولى وبالميكروبات” في مرة ثانية. ومن يفهم قواعد الطب فإنه يعرف أنّ معالجة “الفيروسات” و”المكروبات” لا تتم إلاّ “بالقضاء عليها”. ومن يتابع الهستيريا التي يتصرف بها قسم من أنصار قيس سعيد وداعميه في الشبكة الاجتماعية (سب وشتم وتخوين وتشهير وتهديد…) يفهم ما في لغة الطرفين، من تناغم خطير ينمّ عن روح شعبوية فاشستية لا يمكن بأيّ شكل من الأشكال التغاضي عنها أو التعامل معها باستخفاف أو غباء…
كان بورقيبة يصف معارضيه “بالشرذمة الضالة” أو “الصائدين في الماء العكر…” ثم جاء بن علي ليتّهمهم “باللاوطنية” و”العمالة للأجنبي”. وبعد الثورة جاءت حركة النهضة لتنهل من معجم آخر هو المعجم “الديني” في التهجم على خصومها ومعارضيها… واصفة إياهم “بالكفار” و”أعداء الإسلام”…وفي كل حقبة من هذه الحقب كان يحصل ما يحصل من تكميم أفواه واعتقالات وتعذيب وأعمال قتل وصولا إلى الاغتيالات السياسية حماية لمصالح الأقلية الرجعية المسيطرة على مجتمعنا والمستأثرة بخيراته وثرواته والمضطهدة لشعبه… فبماذا تبشّر استعارة قيس سعيد كلمات من معجم “الفيرولوجيا” و”المكروبيولوجيا” لوصف خصومه (حركة النهضة اليوم وربما كل من يعارض مشروعه مستقبلا) وتبرير انقلابه واستيلائه على كل السلطات لإنقاذ منظومة رجعية، تعفنت واهترأت، من ثورة شعبية جديدة تعصف بها بالكامل… وهل علينا أن ننتظر ما سيحصل لكي نفهم القصد والمغزى ونعي المآلات؟ أ لم يبشر الرجل منذ مدة بنهاية الأحزاب والانتخابات والمؤسسات التمثيلية مقدما تصورا للحكم يتلخص في “قايد ملهم وشعب قطيع”؟
من الأخطاء الفظيعة في التجارب الوحشية التي عاشتها الشعوب الانجرار وراء حاكم شعبوي وتأليهه والاعتقاد في أنه “المنقذ” أو “الزعيم الملهم” أو الاستخفاف به والاعتقاد الساذج في أنه “ما عندو وين يوصل” وأنه “غير قادر” أو أنه “لن يجرؤ على ارتكاب هذه الفعلة الشنيعة أو تلك” لتحاشي التصدي له مبكرا…
لقد كانت النتيجة في كل مرة دفع تلك الشعوب فاتورة غالية من دمها ولحمها ومقدراتها… ولم يكن لينفعها الندم…”
شارك رأيك