في هذه “الرسالة المفتوحة إلى فخامة السيد قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية” المؤرخة في 9 أوت 2021 و الممضاة من طرف رئيسها فهد المصري جبهة الإنقاذ الوطني في سورية تطلب من رئيس الدولة أن يأذن بفتح تحقيق رسمي عن “الدور الذي لعبته قيادة حركة النهضة وعلى رأسها السيد راشد الغنوشي في إفراغ السجون التونسية من المتطرفين والإرهابيين والمجرمين وشذاذ الآفاق، وتسهيل سفرهم للقتال على الأراضي السورية، في صفوف جبهة النصرة وداعش وأخواتها”.
نتوجه من خلالكم بأطيب عبارات الاحترام والتقدير للشعب التونسي، لنؤكد ومن منظور سياستنا القائمة على الحيادية الايجابية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، على الدعم الكامل لمطالب الشعب التونسي وحقوقه الوطنية المشروعة، واعتزازنا بالروابط والعلاقات الإنسانية والتاريخية الحضارية العميقة، التي تربط بين وطننا السوري الذبيح، و تونس الخضراء، تونس الملهمة التي كانت من الدول القليلة السباقة في الانتصار للقيم الانسانية وحقوق المرأة، وفي تجربتها الرائدة بحركتها النقابية والعمالية، تونس الإلهام التي ترتبط بضمير ووجدان كل مواطن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
فخامة السيد الرئيس
إنطلاقا من حرصنا على بناء علاقات صحية وصحيحة ومتوازنة، وتعزيز وتطوير العلاقات والمصالح المشتركة بين سورية الجديدة وتونس، فإننا ندعوكم لاعادة تقييم سياسة بلادكم العزيزة تجاه محنة ومأساة الشعب السوري، وبهذه المناسبة نطالب مجددا السلطات التونسية، باستعادة مواطنيها من أبناء و عائلات المقاتلين التوانسة المتواجدين والمحتجزين في مخيمات على الأراضي السورية، وفي ذات السياق نجدد طلبنا لكل الدول ان تستعيد أبناء وعائلات مواطنيها الذين قاتلوا على الأراضي السورية، ضمن صفوف جماعات متطرفة وإرهابية مثل داعش وأخواتها، مؤكدين في ذات الوقت أن ترك هذا الملف دون معالجة وحل، سيشكل خطراً مضاعفاً ليس فقط على وطننا السوري الذبيح، بل أيضاً على جميع الدول وعلى رأسها مواطنهم الأصلية التي ينحدرون منها، لاسيما وان أطفال وأبناء هؤلاء، ستنشأ وتتعزز لديهم بمرور الزمن، ثقافة التطرف والعنف والإرهاب والفكر الظلامي والضغينة والحقد، مما يعني أن هؤلاء مشاريع قنابل موقوتة، وأدوات سهلة، بيد الجماعات الإرهابية والتكفيرية، والأطراف المستثمرة فيها.
إن استجابتكم لاستعادة أبناء وعائلات مواطنيكم من الذين تورطوا في القتال في سورية، سيكون دون شك توجهاً مشرفاً لتونس في الإسهام في الحد من التطرف والإرهاب وأسبابه، ومساعدة للشعب السوري في رفع الأذى والبلاء عنه، وسيقدر السوريون عالياً هذه الخطوة.
السيد رئيس الجمهورية التونسية
نتقدم من فخامتكم ومن السيد مدعي عام الجمهورية التونسية، والأجهزة الأمنية المختصة بمكافحة الإرهاب بطلب لفتح تحقيق رسمي، عن الدور الذي لعبته قيادة حركة النهضة وعلى رأسها السيد راشد الغنوشي بعد نهاية عهد الرئيس بن علي، في إفراغ السجون التونسية من المتطرفين والإرهابيين والمجرمين وشذاذ الآفاق، وتسهيل سفرهم للقتال على الأراضي السورية، في صفوف جبهة النصرة وداعش وأخواتها، وبالتنسيق مع نظام الأسد وحليفه الإيراني، اللذان تربطهما علاقات عميقة وقديمة مع السيد الغنوشي، والتي بدأت بشكل عملي منذ دراسته الجامعية في دمشق.
منوهين في ذات الوقت، إلى أن السيد الغنوشي ومنذ عام 2003، قام بتنظيم وتسهيل سفر العديد من مواطنيكم، للقتال في العراق عبر المرور بدمشق و بالتنسيق معها.
تمنياتنا للشعب التونسي بالأمن والأمان والاستقرار، وتحقيق كافة تطلعاته وأمانيه، وأن تعود تونس لسابق عهدها، منارة فكرية وثقافية وحضارية، تنبذ الفكر الظلامي و التطرف والمتطرفين، وتنتصر دائما للقيم الإنسانية.
مودة و وفاء
إخلاصنا خلاصنا
فهد المصري
رئيس جبهة الإنقاذ الوطني في سورية
شارك رأيك