في التدوينة التالية التي نشرها على صفحته الفايسبوك اليوم السبت 14 أوت 2021 معلقا على اللقاء أمس بين الرئيس قيس سعيد و وفد رسمي أمريكي عالي المستوى محسن مرزوق، رئيس حزب مشروع تونس، يذكر رئيس الدولة بأهمية الزمن في السياسة و ضرورة عدم إضاعة مزيد من الوقت مع مواصلة “منهج التورية والتأجيل والغموض”.
بأيدينا و ليس بأيدي غيرنا. نحن نرفض أن يكون التدخل الخارجي أساسا لوضع سياساتنا في تونس. لهذا يجب أن نتوفق في وضع سياساتنا بأنفسنا ولا نتأخّر … فالتأخّر والضبابية هو الذي يفتح مجالا للتدخلات. وبالنسبة للموقف الأمريكي، سؤالي هو : هل أتى بجديد؟ ما قالوه هو ما قلناه وقاله اتحاد الشغل وعدد كبير من الفاعلين منذ أسبوعين. بل نحن عرضناه منذ سنة ونصف. ولو عرضت خارطة الطريق المطلوبة على أساس الاقتراحات الوطنية الخالصة، لا المدسوسة، التي قدمها الجميع، لكنّا قلصنا إلى أبعد حدّ من مساحة التدخّل الخارجي. فالزمن في السياسة وفي الحروب وفي كل شيء ثمين جدا.
لا يجب أن تظهر قراراتنا الآن وكأنها متفاعلة مع موقف الخارج فحسب. لذلك لا بد من تعزيز الموقف الوطني بالالتفاف الصادق ولكن الصريح والنقدي لكافة القوى الوطنية الحقيقية، حول خارطة طريق موصلة لشاطئ السلامة.
من يشارك؟ الرئاسة تستطيع وضع معايير معقولة. ولكن من لا يشارك يجب أن يكون لأسباب واضحة ذات طابع قضائي. حتى احترازية. والأسباب كثيرة وفيها وثائق وأبحاث.
رئاسة الجمهورية تستطيع أن تؤسس لهيئة وطنية تنسق أعمالها المنظمات الوطنية الكبرى تساهم في مصاحبة المسار، لتكون الإطار التنفيذي لهذا الالتفاف الوطني. ومجالا لشرعنة إضافية لخارطة طريق تقطع مع ما قبل 25 جويلية ولكن تضع انتقالا سلسا من مرحلة لأخرى.
أفكار أخرى تطبيقية وعملية ممكنة. ليس المشكل في الشكل ولكن في المسار والمنهج.
في كل الحالات أريد أن أقول وبكل الصدق الوطني الممكن أن المواصلة في منهج التورية والتأجيل والغموض مع محاولة تطبيق برنامج غير معلن، هذه الطريقة فيها مخاطر كثيرة جدا.
شارك رأيك