بعد أن هدأت الأنفس و إستتب الأمر… يمكننا الآن التحليل و التمعّن في ما جرى يوم 25 جويلية 2021 بعيدًا عن التوصيف القانوني المحض للعملية و التي تجاوزها الزمن و الموقف حاضرًا…
بقلم طه عبد القادر العلوش *
في كل الأحوال إن إقدام الرئيس قيس سعيد على إطلاق صفارة نهاية الإستراحة يعد فعلاً محمودا خاصة و قد كبح جماح منظومة فاسدة و مافيوزية تتستر بمفاهيم الديمقراطية الشكلانية و الصندوقية المقيتة لخدمة أقلية مستفيدة و متمعشة .
نعم لقد لاقت قرارات الرئيس سعيد تأييد أقسامٍ واسعة من الشعب التونسي بوصفها صرخة جامعة وفعل رفضٍ من أغلب المهمشين في منظومة الانتقال الديمقراطي سابقا… لكن هل يكفي هذا وحده للمرور بالبلاد من العاصفة ووضعها على مدار النمو والتقدم… !؟
المرور بالبلاد من العاصفة ووضعها على مدار النمو
إن إبطاء الرئيس في الحسم وأخذ خطوات الي الأمام وإعطاء مؤشرات اللبنات الأولى من البناء القادم، تُدَلِلُ بما لا يدع مجالاً لشك انه ماضٍ في أكثر من تصحيح مسار حادَ أو تعثر… بل الى “تأسيس جديد” كما دأب على تسميته.
حيث أن الإستفاقة على اضغاث انعطاف الانعطاف جعلت الشك يتسرب الى مجموع الكتلة التاريخية التي تلاحمت بين صباح يوم 25 جويلية و مسائه… فبين تخمينات أسماء المرشحين لرئاسة الحكومة و مقترحات خرائط الطريق ضاعت في ضباب هاته الضوضاء العودة الي نظرة الرئيس و أفكاره التي ما فتئ يكررها أين ما حلّ… من اعتصام القصبة 2 في سنة 2011 إلى فترة الحوار الوطني 2013-2014 كما أعاد طرحها في كليتها بوصفه مرشحا للإنتخابات الرئاسية سنة 2019.
لمن يرد أن يعرف أين سيذهب الرئيس بالبلاد و العباد إقرؤوا حواره في الشارع المغاربي بتاريخ 12 جوان 2019 بوصفه مرشحاً للرئاسة (رابط الحوار)… لقد أفصح لنا قيس سعيد عما يريد بالتدقيق… لكننا لم نكن نقرأ حينها و حتى إن سمعنا فإننا لم نكن نصغي إذن…
هذا ما يرده الرئيس (تلخيص للبناء الجديد المقترح من الرئيس سعيد في الورقة المصاحبة أسفله)… فكيف يمكن أن يعبر المجتمع و القوى المدنية عما تريد هي أيضا بعيدا عن الهرطقات الشعبويّة أو القفازات الحرة في فراغ المجهول… !؟
* طبيب ونشاط سياسي.
شارك رأيك