لا زلنا في انتظار ميلاد الحكومة الجديدة و رئيس حكومتها العاشر، و ليس في المشهد السياسي في تونس اليوم غير الرئيس قيس سعيد، فلا برلمان و لا حكومة و لا نشاط للأحزاب السياسية التي تجاوز عددها ال200 و كأنها جُمّدت مع اختصاصات المجلس النيابي.
بقلم توفيق زعفوري
في المشهد قضاء جريح يحاول أن يتخطى مسالك وعرة ليجد نفسه و الرئيس الذي يهندس و يشكّل المشهد بمفرده ،و رغم ضغوط الداخل و الخارج لا يبدو الرئيس في عجلة من أمره، و لن يكون في عجلة من أمره بما أنه الوحيد المسؤول على إخراج رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي من غياهب الإدارة و كان نكرة إلى أعلى قمة الجهاز التنفيذي في البلاد و كان غارقا، رغم محاولات، كما يقول، في تبني سياسة الحزام البرلماني المسؤول الأول عن الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية و الصحية، و حتى عند استخدام الفصل 80 من الدستور فهو لا يزال المسؤول عن الزلزال السياسي و كان في نظرهم انقلابيا، رغم هبة الغضب الشعبية ضد الحكومة و حزامها و خاصة ضد حركة النهضة.
تخليص الإدارة من التجاذبات و الولاءات الحزبية
و رغم الأمل الشعبي الجارف بعد القرارات الصادرة يوم عيد الجمهورية الماضي، 25 جويلية 2021، هذا “الإنقلابي” صار أكثر حذرا و أكثر توجساً، و أكثر تريثا و من حقه، فكل شيء محسوب عليه وكل ما سيحدث سيتحمل وحده مسؤوليته فيه، فهو اللاعب الوحيد، و هو يقول أن لا أحد يأثر على قراراته، التي بدأ المتابعون و النشطاء و حتى بعض الأحزاب تستحسن خياراته خاصة فيما يخص التحويرات الأخيرة في وزارة الداخلية، الوزارة اللغز، و ذهب بعض المتابعين إلى أن هذه التحويرات هي تخليص للإدارة من التجاذبات و الولاءات الحزبية، و هذا ما يريده التونسيون، إدارة تخدم المواطن و في خدمة المواطن لا ولاء لها غير الوطن و المواطن، إدارة بعيدة عن تجاذبات الأحزاب.
الرئيس قيس سعيد يقول في كل مرة أن الحكومة و رئيسها أو وزيره الأول سيعلنعنهما قريبا، عندها سنعرف فعلا أين يأخذنا الرئيس، و لكن اهتمام الداخل و الخارج ليس فقط بالتركيبة الحكومية و من يدير الحكومة، كلنا نترقب قرارات أخرى مصاحبة في علاقة بالبرلمان و القانون الانتخابي و الدستور و الاستفتاء عليه، من عدمه، أو لجان مصغرة تتولى النظر في القانون الانتخابي و الدستور، و كلها إخلالات أثرت سلبا على روح الديمقراطية، فلا النظام الانتخابي أفرز مشهدا نيابيا صالحا و لا الدستور أفرز نظاما سياسيا واضحا رغم المليارات التي صرفت لأجل ذلك.
قيس سعيد هو من سيتحمل نتائج المشهد القادم
و لهذا فالرئيس قيس سعيد هو من سيتحمل نتائج المشهد القادم بكل تفاصيله، و أشكاله، فإما أن يبقى كما هو الآن في صدارة سبر الآراء و إما أن يكون كمن حاولوا و فشلوا و نحن لا نتمنى (له و لنا) أن يفشل، نتمنى أن تكون تونس في قمة الأمم الناجحة و المتقدمة فنجاح الرئيس ليس نجاحه وحده…
شارك رأيك