الكاتب يرد في هذه التدوينة على قيادات اليسار التونسي و على رأسها حمة الهمامي الذين يتهجمون على الرئيس قيس سعيد الذي يخوض معارك ضد لوبيات الاحتكار و الفساد و التفويت في السيادة الوطنية ربما كان من واجبهم القيام بها إلى جانبه و ليس التجييش ضده… بعد أن خسروا معارك السلطة و البرلمان و الشارع و لم يبق لهم سوى القيام بنقدهم الذاتي و كتابة مذكراتهم.
بقلم رافع الطبيب *
نصيحة رفاقية… إلى محرري البيانات الحزبية في بعض اليسار هذه النصيحة المتواضعة :
1/ ما حصل في 25 جويلية كان انتفاضة رائعة ضد حكم الإخوان والأهم… كان فعلا شعبيا عريضا شاركت فيه أطياف عدة من شعبنا… أطياف موقعها الحقيقي والطبيعي في صفوف أحزاب اليسار… على مراد الله.
2/ حين تكتبون ان قرارات قيس سعيد تعد “انقلابا على المسار الدستوري”… أتعجب. ما دخلكم أيها الرفاق في البرلمان؟ ألديكم ممثلين فيه؟ هل نجحتم في حصد أصوات أبناء الأحياء الشعبية؟ هل هزمتم الفكر الإخواني ودجل اعتلاف القمامة في موقعة الصندوق؟ إذا… اسكتوا حتى لا نذكركم كيف أضعتم الجبهة الشعبية بسبب صراعاتكم النرجسية…
3/ وهنا مربط الفرس! إن ما يقوم به قيس سعيد لا تحكمه معطيات الداخل حصرا بل صراع الجبابرة من محاور إقليمية وقوى تسعى لاستباحة سيادتنا الوطنية باستعمال رافعات حزبية داخلية لا دور لها إلا استجلاب الاستعمار إلى أرضنا. المعركة إذا ذات بعد جيوسياسي وهزيمة الاخوان و “مسارهم الدستوري” يعني إسقاط مشروع العثمانية الجديدة المسنودة أمريكيا واسرائيليا… فحذاري ثم حذاري…
الشيوعي الجيد هو أولا وقبل كل شيء وطني شرس. تذكروا ستالين الذي أطلق على معركة تحرير الاتحاد السوفياتي من نير النازية : الحرب الوطنية الكبرى… ولم يسمها معركة الاشتراكية.
أخيرا… انتهت مدة صلوحية الكثير من مفرداتكم ومقارباتكم… فمن لم يفهم ان تونس موجودة الآن على خطوط الزلازل الجيوسياسية وان محددات الداخل تحكمها إكراهات الإقليم، فعليه الانكفاء وكتابة القصائد أو المذكرات… فلكل مرحلة فكرها وفاعلوها.
* باحث في الشؤون الاستراتيجية.
شارك رأيك