ببادرة من مخبر التراث بكلية الآداب والانسانيات بمنوبة و بالشراكة مع وحدة التاريخ الشفوي (التابعة للمعهد الأعلى لتاريخ تونس المعاصر) وبالتعاون مع مكتب التعاون الآكاديمي لمؤسسة روزا لوكسمبورغ تحتضن مدينة الحمامات يوم الأحد 29 أوت 2021 لقاء الذاكرة بمناسبة مرور خمسون سنة على انعقاد المؤتمر الثامن عشر للاتحاد العام لطلبة تونس في شهر أوت من سنة 1971 حيث سيتم خلال هذا اللقاء الاستماع و تسجيل شهادات من سيتمكنون الحضور من المؤتمرين وشهود العيان.
يحتل مؤتمر الاتحاد العام لطلبة تونس المنعقد في مدينة قربة في شهر أوت 1971 مكانة هامة في تاريخ اتحاد الطلبة وفي تاريخ الجامعة والبلاد التونسية عموما فقد مثلت نهاية المؤتمر التي لم يقبل بها كافة المؤتمرين نقطة تحول في مسار النضال من أجل استقلالية الاتحاد عن كل وصاية حزبية حيث اعتبرت أغلبية نسبية ( عبر لائحة ال105 الشهيرة) من المؤتمرين أن المؤتمر لم ينه أشغاله بصفة عادية لذلك انقسم الطلبة بين رافض ومؤيد لنتائج المؤتمر وبذلك ستدخل الساحة الطلابية في بداية السنة الجامعية الموالية (1971-1972) مرحلة احتجاج مع السلط وكذلك مع القيادة التي تم اعتبارها منصبة وقد أخذت هذه الاحتجاجات منحى جماهيريا في بداية شهر فيفري 1972 واجهته السلط بالتعسف والسجون وبغلق عدد من المؤسسات الجامعية وقد تواصلت الاحتجاجات طيلة أكثر من 17 سنة للمطالبة بعقد مؤتمر استثنائي الى أن تمكن الطلبة من تحقيق ذلك في شهر أفريل1988.
يندرج هذا اللقاء في اطار المجهودات التي تقوم بها المؤسسات الجامعية ومخابر البحث من أجل تجميع و حماية عناصر الذاكرة الوطنية ومن ضمنها ذاكرة النضال الطلابي لذلك سيعمل المنظمون على اعطاء الفرصة لأكثر عدد ممكن من شهود العيان الذين كانوا فاعلين في هذا الحدث ومن مواقع مختلفة وستمثل الشهادات التي سيتم تقديمها مادة وثائقية خامة و أرشيفية ستسهام بلا شك في إثراء أرشيف النضال الطلابي في تونس المعاصرة عن طريق تجميع مختلف المصادر (مكتوبة – شفوية – صور – مذكرات ألخ … وتوفر بذلك مادة أولية تساعد على البحث في مسائل تشكل احدى حلقات التاريخ التونسي المعاصر سيعتمدها الباحثون في برامج بحثية ودراسية سيتم انجازها في المستقبل بعد أن يتم مقارنتها بوثائق أخرى خاصة أو عمومية .
وقد أبرزت حملة الاتصالات الأولي التي قام بها مخبر التراث في اطار التحضير لهذا اليوم – بمعية عدد من الجمعيات : جمعية برسبكتيف العامل التونسي/ جمعية لم الشمل / منتدى التجديد / جمعية نشاز / جمعية قدماء الاتحاد العام لطلبة تونس الخ …) بروز تفاعل ايجابي من قبل من تم الاتصال بهم من المؤتمرين وأظهرت الاستعدادات التي تم القيام بها وجود رغبة واستعداد للحضور والادلاء بشهاداتهم وذكرياتهم حول هذا الحدث وما سبقه من تحضير وما حف به من ملابسات وهو ما شجع على عقد هذا اللقاء تحت عنوان “يوم ذاكرة مؤتمر قربة 1971” بنزل اقامة الحمامات (وسط مدينة الحمامات ) وذلك يوم الأحد 29 أوت 2021 انطلاقا من الساعة التاسعة والنصف صباحا الى حدود الساعة الثنية بعد الزوال. هذا ويبدأ استقبال المدعوين بداية من الساعة التاسعة صباحا وقصد احترام البروتوكول الصحي فقد حرصنا أن يتم اللقاء في فضاء مفتوح مع واجب التزام الحضور بحمل الكمامات.
وسيحتوي برنامج يوم الذاكرة الذي سينشطه الاعلامي محمد اليوسفي على الفقرات التالية:
كلمات ترحيبية من طرف المنظمين
دفعة أولى من الشهادات لن تتجاوز كل واحدة منها 15 دقيقة ستولى تقديمها كل من السادة : عيسى البكوش/ رشيد مشارك/ النوري عبيد/ مصطفي بن ترجم/ عبد الله داي و فتحي التريكي.
تليها تعقيبات واضافات من الحاضرين الذين واكبوا المؤتمر كنواب أو كملاحظين (لن يتجاوز كل تدخل عشرة دقائق).
يفتح بعد ذلك المجال لبقية الحضور لتقديم أسئلة وطلب توضيحات تخص ذاكرة الحدثوالمعطيات الداخلية والخارجية المحيطة به.
وتجدر الاشارة أنه اضافة للمؤتمرين والملاحظين الذين تمكنا من الاتصال بهم ودعوتهم لحضور هذا اليوم التذكاري وترسيخا لفكرة التواصل بين بين الأجيال من الطلبة تمت دعوة الأمناء العامين الذين تحملوا المسؤولية الأولى في المنظمة الطلابية منذ سنة 1988 (سمير العبيدي/ سمير حمودة / عاصف اليحياوي / نوفل الزيادي / عزالدين زعتور / وائل نوار ووردة عتيق ) الذين رحبوا بهذه المبادرة كما سيحضر هذا اليوم عدد من الطلبة الباحثين المسجلين حاليا في مواضيع بحثية ذات صلة بهذا الحدث.
لا شك أن هذا اللقاء الذي بادر به مخبر التراث والجمعيات التي تعاونت معه يوم الأحد القادم سيكون مدخلا للأنشطة الأخرى التي يجري الاستعداد لتنظيمها عبر عدة محطات ستكون أولاها احياء ذكرى حركة فيفري 1972 وذلك في شهر فيفري 2022 والتي تسهر على الاعداد لها لجنة قيادة ينسق أعمالها الأستاذ العروسي العمري وهي متكونة من ممثلي الجمعيات المذكورة أعلاه كما يجري الاستعداد الى تنظيم ندوة علمية تاريخية حول النضال الطلابي من أجل تحقيق استقلال منظمتهم عن كل وصاية خارجية مهما كان مأتاها ومن أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في البلاد التونسية .
شارك رأيك