في غياب أي توضيح رسمي لا من السلط المعنية التونسية و لا الجزائرية، بخصوص تسليم اللاجىء الجزائري السياسي سليمان بوحفص، كثرت التأويلات و الحديث بأن ذلك تم على عنوان لصفحة تسلم نبيل القروي، رئيس حزب قلب تونس و مؤسس قناة نسمة، الذي غادر تونس خلسة و تم ايقافه بتبسة بالجزائر، و وفق الشروق الجزائرية سيمثل اليوم الاثنين 30 اوت مع شقيقه غازي النائب المجمد أمام المحكمة.
عصام الشابي الامين العام للحزب الجمهوري يعبر عن رأيه في الموضوع عبر تدوينة نشرها ظهر اليوم على صفحات التواصل الإجتماعي جاء فيها ما يلي:
“تولت حكومة الترويكا سنة 2012 ، و بعد لجوئه الى تونس اثر سقوط نظام العقيد القذافي ، تسليم البغدادي المحمودي إلى السلطات الجديدة في ليبيا بالرغم من إعتراض الهيئات و المنظمات الحقوقية و الاحزاب الديمقراطية ، و كنا وقتها صوت المعارضة داخل المجلس الوطني التاسيسي التي اعترضت على ذلك القرار لا باعتبار خلو ملفه من التهم المنسوبة اليه ، و انما ليقيننا بعدم توفر شروط المحاكمة العادلة للرجل في ليبيا في تلك الظروف .
و اعتبرنا ان عملية التسليم كانت عنوانا لصفقة سياسية شكلت بهذا المعنى انتكاسة للقيم الجديدة التي بشرت بها الثورة التونسية .
اليوم و بعد عشر سنوات تعاود السلط التونسية ( الجديدة) ،و في مخالفة للفصل 26 من الدستور ،تسليم اللاجئ الجزائري “سليمان بوحفص” المقيم ببلدنا ،و المتمتع بحماية المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ، في على ما يبدو عنوانا لصفقة تسلّم نبيل القروي الذي فر الى الجزائر .
مرة أخرى ،و بقطع النظر عن التهم التي تلاحق اللاجئ الجزائري،فان انتصارنا للقيم العليا لحقوق الانسان و لدستور الثورة ،يجعلنا نعترض بل و ندد بهذه الصفقة و نطالب القائمين على الدولة بالخروج عن صمتهم و مصارحة الراي العام بحيثيات الواقعة .
جلب نبيل القروي ليواجه مصيره امام قضاء عادل و نزيه لا يختلف فيه عاقلان ،لكننا نرفض ان تكون قيمنا الديمقراطية و مكاسب حقوق الانسان ثمنا لذلك .
للتذكير و لقطع ألسنة الذباب الالكتروني بمختلف ألوانه ، كنت من بين أول من طالب بوضع حد لتداخل المال بالسياسة و الاعلام و خلطه بالعمل “الخيري” ذات يوم 5 ماي 2017 في اجتماع شعبي بقصر المؤتمرات لاطلاق حملة للمطالبة بمكافحة الفساد، و أشرت بالاسم لقناة نسمة و صاحبها نبيل القروي، و قررت منذ ذلك الوقت مقاطعة قناة “نسمة ” و رفض كل مشاركة فيها ،رغم الدعوات المتكررة ، و الى يوم الناس هذا”.
شارك رأيك