في التدوينة التالية الكاتب يرد على الحقوقيين التونسيين الذين انفضوا يهاجمون الدولة التونسية بسبب تسليمها لمواطن جزائري مطلوب لعدالة بلده بينما لا يهمهم ما يمكن أن يؤول إليه الأمن القومي التونسي و علاقات تونس مع أجوارها إن لم تفعل ذلك.
بقلم رافع الطبيب *
حقوق الإنسان … واشبع بعدها بالعطش! كم هي جميلة دموع المتباكين على حقوق الإنسان واللجوء في تونس… كم نحن طليعيون في مجال احترام “المواثيق الدولية” (التي أصدرتها الأمم المتحدة المملوكة لعصابة المجتمع الدولي…) ولكن، قبل الذهاب بعيدا في النحيب اليكم بعض النقاط لتفكروا مليا قبل الانطلاق في حملات التكفير الانساناوية …
1/ بلجيكا، الدولة التي تستضيف الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي، سلمت منذ سنة إحدى ناشطات حركة “إيتا” الباسكية إلى إسبانيا لأنها متهمة في قضية تعود إلى سنة 1982 … أي مر عليها 39 عاما !!! لكن في بلجيكا لا يوجد ذباب فايسبوكي ولا مناضلو حقوق الإنسان أكثر ملكية من الملك… هناك دولة ومنطق أمن قومي وتماسك إقليمي!
2/ الجزائر ليست جارة… بالمنطق الاستراتيجي والحيوي (vital)، لا يمكن استعداء الجزائر… انسى! مياهنا التي تسري في ودياننا ومنها نشرب تتجمع في حوض انسياب مشترك بين بلدينا مع علوية المجمعات في الغرب… أي عند الخاوة ديال البهجة (الجزائر)… طبقوا إنجيل حقوق الإنسان وعوموا بعدها في العطش ولا تغادر مخيلتكم اأمة سد النهضة… من يمسك مناطق المنبع يمسك برقبتك!
3/ وأنا اناقش هذه القضية معكم، أعلمكم أن 99% من جمهور قيس سعيد “شايخ” على (يستمتع) هروب الأخوين القروي وما مثله من سقوط أخلاقي… فجمهور قيس سعيد لا تهمه السياسة ولا حديث أهلها ولا انتقاداتهم… هم فقط يؤمنون أن رئيسهم له مبادىء وقيم والتزام مما سمح له بإسقاط حركة النهضة التي لم يضرها يوما نقد السياسيين… وحتى لا يكون المنشور مجرد حديث … هاكم خريطة الحوض المائي لنهر مجردة… وتخيلوا! (صورة المقال).
* باحث في الشؤون الاستراتيجية.
شارك رأيك